|


رياض المسلم
وزارة الصحة تتوج الهلال
2020-06-03
رجل في الخمسين، متزن في عمله.. يتولى منصبًا قياديًّا.. قراراته يصفها الموظفون بالصائبة، فلا يعرف المجاملة أو المداهنة أو مراوغة الأنظمة، شخصيته حازمة ولكن ما إن يدخل في نقاش رياضي حتى يتحول إلى شخص آخر، فالعقل يبقيه في درج مكتبه وتتقدم العواطف. سألته عن رأيه في إلغاء الدوري بسبب جائحة كورونا، أجابني: “علشان الهلال متصدر تبون تلغون الدوري!”..
القصة ذاتها تتكرر، فالعاشق للنصر أو الاتحاد أو الأهلي يطالب بإلغاء الدوري ليس خوفًا من كورونا، ولكن خشية من أن يحقق الهلال اللقب.
أرقام الإصابات ترتفع والحالات الحرجة تقفز، والتفكير ينصب في احتواء الوباء، والكثير من المنتمين إلى الوسط الرياضي منذ إصابة أول مواطن بالفيروس في مستهل آذار مارس الماضي، يتحدثون عن إلغاء الدوري أو استمراره وفي حال ضرب الفيروس الكرة، هل سيتوج المتصدر الهلال أم يمنح اللقب لبطل الشتاء النصر أم يقدم للاتحاد من باب تحفيزه للعودة إلى المنافسات أو يذهب إلى الوحدة كونهم قدموا فريقًا مميزًا؟.
بعض الصحافيين والنقاد الرياضيين يغرد أو يكتب أو يتحدث بما يخدم ناديه ويرضي ميوله، ولكن آخر ما يفكر فيه الصالح العام. عندما تتابع المنتسبين للصحافة السياسية أو الاقتصادية أو المحلية تجدهم يتمتعون ببعد نظر فالصورة لديهم مكتملة، آراؤهم تحمل طابع المنفعة وتحقيق رؤية واضحة يقودها العقل بعيدًا عن ميول تحبس عقولهم. في الوقت الراهن، أعتقد بأن إلغاء الدوري مطلب، وإذا كان الاتحاد السعودي لكرة القدم عاجزًا عن إصدار القرار، فعلى وزارة الصحة أن تزيد من أعبائها وتتولى المهمة. للأسف أن الاتحاد السعودي لكرة القدم مسيروه رسموا أكثر من علامة استفهام حول ما قدموا منذ انتخابهم، فهم لم يتمكنوا من إصدار قرارات داخلية تصلح من حال اللعبة ولجان الاتحاد، فكيف سيكون الأمر مع أمر مصيري.
قرار إلغاء الدوري لا يزال يدور في رحم منصات التواصل، ولم تتضح معالمه رغم مرور ثلاثة أشهر، وصناع القرار في اتحاد القدم يراعون مشاعر فلان ويخشون غضب علان، ويراقبون عن بعد ما يطرح، وهم للأسف يدركون حجم الجائحة، الأمر يحتاج إلى رجل لا يهاب الضغوطات.. ندرك بأن هناك خسائر ولكنها لن تكون كالبطولات الأوروبية المرتبطة بعقود ضخمة، وعمومًا سياسة تلك الدول مع الوباء صحة رعاياهم ليست في أول اهتماماتهم. إيقاف الدوري لا يحتاج إلى هذه المدة الطويلة وهو ليس قرارًا بمعاقبة رئيس نادٍ أو لاعب وحتى تلك القرارات تتأخر ولا تكون مقنعة، الصحة تاج على رؤوس الأصحاء بما فيهم الرياضيون، فحكموا العقل ونحوا العواطف، وتحلوا بالشجاعة يا اتحاد القدم.