|


بدر السعيد
دروس كورونا (12) ..
2020-06-06
وصلنا إلى الأسبوع الثالث عشر من مرحلة “كورونا” التي فرضت نفسها قسراً على الجميع وتحكمت في شكل ولون ورائحة الحياة الخاصة والعامة.. المرحلة التي أصبحت معها جل قراراتنا عبارة عن ردود فعل تجاه ما يحصل واستجابة لمتغيرات فرضتها “جائحة كورونا”..
مع “كورونا” كان لزاماً على مختلف الدول والمنظمات والقطاعات أن تسن قوانين إجبارية ابتعدت فيها العاطفة كثيراً وحكم عليها العقل والمصلحة العامة.. ومع قوانين بتلك المواصفات ينقسم المعنيون في كل مجتمع إلى أكثر من فئة وفقاً لفهمهم وإدراكهم لأهمية القرارات والمرحلة، وإدراكهم للتبعات المترتبة على اتباع تلك القوانين أو مخالفتها..
وفي وضع كهذا تظهر الفوارق بين عقليات وتوجهات الأفراد والمجموعات بشكل أكثر وضوحاً لدرجة أنها تعطي حكماً قاطعاً ودلالة حاسمة تجاه رجاحة عقول بعضهم وسطحية الأخرى وفقاً لتعاملها مع القرار والحدث معاً..
مع “كورونا” ظهر لنا مجموعة من البشر تحاول إيصال أفكارها باستخدام ظروف “الجائحة” وتبعاتها بطرقة ساذجة وضعيفة.. بشر عجزت عقولهم عن تبرير مواقفها في الأوضاع الطبيعية وعجزت عن تحقيق أهدافها قبل “كورونا” فوجدت نفسها تمتطي قرارات الحماية والمنع والسلامة في محاولة بائسة لتوظيفها بشكل يخدم مصالحها الخاصة..
ولم يكن المجال الرياضي ببعيد عن ذلك التوظيف السطحي للقرارات والأحداث.. فمع “كورونا” ظهر لنا من يحاول تقرير مصير الدوريات المحلية والبطولات القارية بحسب مزاجه وهواه.. يشاهد ويسمع ويقرأ ما يدور من تغيرات وقرارات وأنظمة فيختار منها ما يروق لرغبته وكل ما يخدم فكرته .. كل ما عليه هو الجلوس على أريكته ويفتح هاتفه “الذكي” ليقدم رأيه “الغبي”..
مع “كورونا” ظهرت لنا سطحية بعضهم بشكل يثير الشفقة أكثر من إثارته للضحك .. فكان تفسيرهم “الانتقائي” للمصلحة العامة والقرارات الاحترازية فاضحاً لعقلياتهم وكاشفاً لضعف حجتهم ووسيلتهم “الضعيفة” للوصول إلى ما يريدون..
لست هنا أطالب بالاستماع إلى رأي فلان أو تهميش رأي الآخر فللجميع حقهم في تقديم آرائهم فيما يخص مستقبل منافسات الكرة تحديداً.. لكن في المقابل من حقنا أن نرفض كل رأي أو فكرة يضيع فيها حق كل مجتهد أو ناجح لمجرد تفسير لا منطقي لقرار ما.. أو أن نحكم على وضع عام لا نعرف تفاصيله ومستقبله فنقرر مستقبله الغامض لمجرد أننا نشجع هذا الفريق أو ذاك..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..