|


طلال الحمود
المهنية تتحدث
2020-06-06
عندما انطلقت قناة الجزيرة في منتصف التسعينيات، اتخذت من المهنية والموضوعية شعاراً لها، وبلغ الأمر تأسيس معهد تابع للقناة من أجل تعليم الشبان الصحافة التي بشرت بها الجزيرة وعملت على إحلالها في مكان الطرح الإعلامي الرسمي.
ما جعل كثيرًا من الصحافيين يتجهون إلى الدوحة للدراسة على يد فطاحلة الإعلام من أمثال قاسم ومنصور وغيرهما.
كانت الجزيرة “المهنية” في تلك الأيام بمثابة منصة يوجه من خلالها عتاة الإرهابيين في العالم توجيهاتهم للخلايا النائمة، فضلاً عن تركيز القناة على الإساءة لبلدان الخليج بطريقة مستفزة، ومع الأسف كانت التوجيهات الرسمية بعدم الرد، تجعل ملايين المشاهدين يعتقدون أن هذا النموذج يمثل الخط الصحيح للإعلام بدليل عدم قدرة الدول المتضررة على الرد أو حتى إيضاح الحقيقة ولو من خلال حسابات غير رسمية.
لم تكن الجزيرة تتوقع السيناريو الأسوأ بحدوث المقاطعة الخليجية وفتح المجال أمام الأشخاص والمؤسسات الإعلامية للرد وكشف الحقائق، ما قاد هذه القناة إلى الدخول في دوامة اضطرابات مهنية، انتهت بالكشف عن الوجه البشع الذي لا يمت بصلة إلى الإعلام ولا إلى الشعارات التي كانت ترفعها الجزيرة وتمرر من خلالها ما تريد بكل هدوء.
ولعل من دفعوا المال لتلقي دورات في الإعلام على يد فيصل القاسم، يفكرون الآن في مقاضاة الجزيرة ومذيعها التعيس، بعدما تحول الأخير من إدارة الحوار في برنامجه إلى طرف في الخلاف الخليجي من خلال التخلي عن الموضوعية التي يفاخر بها أثناء إلقاء المحاضرات على مسامع الطلبة، والدفاع عن الموقف القطري بطريقة فجّة تخلو من الذكاء وتكشف أنه ورفاقه مجرد محرضين لا يفقهون شيئاً في الصحافة.
في الأيام الأخيرة انتقلت الجزيرة من مرحلة نشر الأكاذيب، إلى التشكيك في الثوابت، وبات تعساء القناة يستخدمون أساليب أكثر حماقة من بينها توجيه أسئلة للضيوف على نحو “هل دفعت السعودية ريالاً واحداً لفلسطين، أو هل دافع الجيش السعودي لنصرة القضية؟” وهذه أسئلة لا تحتاج إلى إجابة، لكنهم يستخدمون هذه الطريقة من أجل إيذاء السعوديين بعدما كشفت وسائل التواصل الاجتماعي ترويجهم معلومات مغلوطة.
كثيرون يلتمسون العذر لقاسم ورفاقه، لاعتبار أنهم يدافعون عن قضية باطلة يصعب الدفاع عنها من خلال المنطق، ما يجعلهم يلجؤون إلى الكذب والتزوير تحت ضغط من مسؤولي الجزيرة الذين حولوا الفضاء إلى سوق للخردة، يمكن للناس أن يسمعوا فيه من عبارات النصب والاحتيال ما يؤكد وجودهم أمام تاجر تعيس وبضاعة رديئة.