|


مساعد العبدلي
الولاء للمهنة
2020-06-09
الولاء الأول الذي لا نقاش حوله هو للوطن. هناك ولاء “أقل” بكثير من الولاء للوطن وهو الولاء “للمهنة” وتحديداً في مجال كرة القدم. أعني مهنة الاحتراف.
ـ قبل أن يقتحم الاحتراف الملاعب السعودية كان من الطبيعي أن يكون ولاء اللاعب “الهاوي” لناديه الذي قدمه للجماهير وللمنتخبات، بل إن إدارة النادي هي التي تحتكر “موهبة” اللاعب وهي “أي إدارة النادي” صاحبة القرار “النهائي” في بقاء اللاعب في الكشوف أو تنسيقه منها. ولعلنا نذكر أن قبل ثلاثة عقود “ترك” كثيرون “رغم تمتعهم بالموهبة” كرة القدم بسبب خلافات بين اللاعب وإدارة ناديه و”رفض” الإدارة السماح له بترك النادي.
ـ ومع إقرار الاحتراف اختلفت الأمور تماماً وبات “العقد” هو الفيصل بين الطرفين “النادي واللاعب”، من منطلق “العقد شريعة المتعاقدين” مع “أفضلية” لأن يتحكم اللاعب في مستقبله بعد أن كان هذا المستقبل في يد إدارة النادي.
ـ الوضع اختلف كثيراً بعد تطبيق نظام الاحتراف و”انتقل” اللاعبون بين الأندية سواء لرغبتهم في الرحيل عن النادي أو للمغريات المالية أو للأمرين معاً.
ـ أصبح “الولاء للمهنة” وليس للنادي أو ربما يكون الولاء للنادي طالما أنه “أي النادي” يدفع للمحترف المال، وعندما ينتقل هذا المحترف لناد آخر ينتقل معه “الولاء” للنادي الجديد، وهذا ما يجب أن نفهمه ونؤمن به ونتعامل مع اللاعبين من خلاله.
ـ اليوم يدور حديث كثير حول مستقبل هذا المحترف أو ذاك “سعودياً كان أو غير سعودي”، ويتحدث كثيرون من منطلق “الميول والانتماء” ويشكلون ضغطاً على اللاعبين أملاً في أن “يبقى” اللاعب في ناديهم المفضل أو “ينتقل” إليه، متناسين أولئك المتعاطفون أن “عاطفتهم” هي التي “تتحدث” و “تتحكم” في رغباتهم، متجاهلين أن لذلك المحترف “رغبته” ورؤيته التي في النهاية تحدد مستقبله وتتدخل في قراره.
ـ يتناسى أولئك المنطلقون من “عاطفتهم” أنهم لا يسمحون لأحد أن يتدخل في تحديد مستقبلهم “الوظيفي” وأنهم من “حقهم” أن يبحثوا عن العرض الأفضل والأنسب سواء على صعيد العرض المالي أو الراحة في مقر الوظيفة.
ـ نسمح لأنفسنا بالبحث عن أفضل الوظائف “في وسائل الإعلام أو الوظائف الحكومية أو الخاصة”، ونرفض تدخل الآخرين وتحديد وجهتنا، بينما “نضغط” على المحترفين ليختاروا ما نرغب وليس ما يرغبون. مع اقتراب فترة القيد الصيفية وكذلك دخول “بعض” اللاعبين الفترة الحرة من عقودهم، أقول “اتركوهم يحددون وجهتهم المقبلة فهذه مهنتهم”.