|


أحمد الحامد⁩
سعادة مجانية
2020-06-09
- الزملاء في صحيفة الاقتصادية نشروا موضوعًا عن تأكيدات لأطباء نفسيين وباحثين تربويين أن الحضن اليومي من الآباء والأمهات للطفل يقوي الجهاز المناعي ويداوي العديد من العقد النفسية ويشعر بالدفء والحنان.
ويقول الدكتور رضا عبيد إن الحضن الدافئ اليومي يعتبر من أكبر وسائل العلاج الجسدي والنفسي بما يمثله من الشعور بالأمان وبث الثقة الذاتية للطفل، بطريقة تنعكس على جهازه المناعي، الذي يقي الطفل من الأمراض عمومًا، شكرًا للزملاء على تسليط الضوء على فائدة الحضن، لكنني أود أن أقول إن الكثير من الرجال مع اختلاف أعمارهم يحتاجون لمثل هذه الأحضان، الزوج العائد من عمله يريد من زوجته أن تحضنه عند دخوله البيت، وهذا ما يخفف عنه ضغوطات العمل، وحضن الصديق بعد طول فراق يشعره بمدى محبتك، والرجل مهما كبر فإن حضن أمه يبقى المكان الآمن والدافئ، لا يكلف الحضن شيئًا سوى بعض من الطيبة لكن أثره عظيمًا في النفس، ويكاد يكون أشبه بالوقود الذي يعطي الطاقة للإنسان في معترك الحياة.
- لم تمض عدة أشهر من بقائنا الطويل في المنزل حتى تكشفت لنا فوائد هذه التجربة،
في الأيام الماضية وجدت نفسي أقضي وقتًا طويلًا في حديقة المنزل، أعمل عدة ساعات في تنسيقها وأهتم بتفاصيلها الصغيرة، الحقيقة أنني بدأت أشعر بمتعة أثناء قضاء هذه الساعات الهادئة مع النباتات والتربة، كما أنني أرى بعد كل ساعات عمل مدى التغيير الذي قمت به في مساحة الحديقة الصغيرة، اليوم تساءلت: أين كنت عن هذه المتعة كل السنوات الماضية؟ مازلت أذكر أنني ولسنوات طويلة لم أكن أهتم بزراعة نبتة أو تشديب شجرة.. كنت أظن أن هذه الهواية أو الرغبة تخص كبار السن فقط الذين لا يعرفون كيف يقضون ساعات فراغهم الطويلة، اليوم أقول إنهم يفعلون ذلك ليس بسبب فراغهم، بل بسبب حكمتهم ومعرفتهم بكيفية قضاء الأوقات بالطريقة المناسبة، في مثل هذه الأعمال يحصل الإنسان على أوقات كافية يقضيها مع نفسه كما أنه يقوم بحهد عضلي أشبه بالتمارين الرياضية، ما جعلني أكتب اليوم عن هذا الموضوع هو رغبتي في أن ينتبه الشباب إلى المتع القريبة والمريحة، أن يلتفتوا إليها منذ الآن لكي تكون هذه الرياضة ضمن أسلوب حياتهم، خصوصًا أنها رياضة غير مكلفة، قد يعتقد العديد من الشباب بأن ليس لديهم وقت كاف للاهتمام بحديقة المنزل أو تخصيص وقت يومي لقراءة عدة صفحات من كتاب، والحقيقة التي قد تكتشف لاحقًا أن الكثير من الساعات اليومية ولسنوات طويلة كانت ضائعة، الذين يمارسون القراءة اليومية والزراعة في حديقة المنزل يفعلون ذلك لأنهم نظموا وقتهم ولمسوا المتعة والفائدة، جربوا ذلك وادعوا لي.