|


إبراهيم بكري
مؤامرة مصير الدوري
2020-06-12
العالم السياسي مايكل باركون يقول:
“تعتمد نظريات المؤامرة على نظرة أن الكون محكوم بتصميم ما، وتتجسد في ثلاثة مبادئ: لا شيء يحدث بالصدفة، ولا شيء يكون كما يبدو عليه، وكل شيء مرتبط ببعضه”.
لا يمر حدث في الرياضة السعودية إلا و”المؤامرة” محور حديث القاصي والداني في وسطنا الرياضي، لا مكان للنوايا الحسنة وكأن أي قرار يكتب أو يصدر خلفه نية سيئة لا طيبة.
تشبع الجماهير الرياضية بنظرية المؤامرة والإيمان بها عقد في كثير من المراحل، ولادة كثير من القرارات المصيرية بصورة طبيعية حتى أصبح أي قرار يولد في رياضتنا يصاحبه مخاض وولادة متعسرة.
تأمل مصير دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين والموقف الصعب الذي يعيشه الاتحاد السعودي لكرة القدم خطوة للأمام وعشر للخلف، وكأن الاتحاد يحسب عدد أنفاس كل قرار ينوي يصدره حاله من الحيرة والترقب والقلق، لماذا كل هذا؟
لأن أي قرار يرى النور سوف يفسره كل الجماهير على حسب مقياس مصالح أنديتهم بأنه قرار عادل أم مؤامرة هدفها خدمة نادي معين يملك المحسوبية داخل دهاليز الاتحاد السعودي لكرة القدم.
مساكين أعضاء مجلس الاتحاد السعودي لكرة القدم لا هم قادرين يحكون رؤوسهم ولا قادرين يمسحون بأيديهم على كروشهم، يعرفون أن أي قرار سوف يصدر يتعلق بمصير الدوري سوف يعلق لهم الجماهير المشانق وسوف يتنمر عليهم كل مشجع لا يروق له القرار.
في 27 إبريل الماضي كتبت في هذه الزاوية بالنص:
“قد لا يكون من صلاحيات الاتحاد السعودي لكرة القدم البت في مستقبل المنافسات الرياضية في ظل ارتباط القرار بجهات أخرى، تملك حق السيادة في تحديد مصير الكثير من الأنشطة الرياضية وغيرها، لكن هذا لا يمنع أن يضع اتحاد القدم مرئياته، ويصف جميع الحلول، ويرفعها إلى وزارة الرياضة لتتبنى التنسيق مع الجهات المعنية”.
لا يبقى إلا أن أقول:
كل يوم يزداد الغموض حول مصير الدوري خاصة في ظل ارتفاع معدل الإصابة بفيروس كورونا في السعودية، اليوم إلغاء الدوري أقرب من أي وقت مضى حسب المعطيات على أرض الواقع، لكن الجدل حول تحديد هوية بطل من عدمه والهبوط والصعود.
لا أعرف ما المعايير التي سوف يعتمد عليها الاتحاد لإصدار قراره، لكن ما أؤمن به أن نظرية المؤامرة تهمة لا مفر منها.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..