|


أحمد الحامد⁩
كوكب الرجل
2020-06-15
أرى في صديقي وحالاته التي يمر بها في علاقته مع زوجته ورفيقة عمره كل ما قاله الفلاسفة والمشاهير والأدباء عن علاقة الرجل والمرأة، وقد تكون طبيعة شخصية صديقي العاطفية والحساسة جدًا سببًا في تباين أحواله ما بين السعادة والتفاؤل والانطلاق في الحياة، وما بين الحزن واليأس وفقدان الأمل.
وقد يمر في يوم واحد بكل المشاعر السابقة، فهو أحيانًا يرى من موقف سعيد مع أم أولاده أن الحياة جميلة وفيها من مسببات السعادة ما لا يحصى، وأحيانًا أخرى ومن مشكلة صغيرة مثل عدم التزام أحد الأبناء بواجباته المدرسية تتطور إلى شجار بينه وبين زوجته فيتحول صاحبي إلى رجل كئيب يطرح أسئلة مثل: لماذا ربطت سنوات حياتي مع حياة شخص آخر؟ ثم يفتح أفكار الانفصال والطلاق، ثم لا يبقى على هذه الحال طويلًا حتى ينتهي الخلاف ليصرّح بعدها بأن زواجه من زوجته هو أجمل ما حصل له في الحياة، وحالة صاحبي دليل كبير على أنه إلى أي درجة تؤثر المرأة في مصير الرجل وتتدخل في تفاصيل سعادته وأحزانه، كما توضح مدى تعلق الرجل ومحبته للمرأة، ولأن الفلاسفة والمشاهير بشر فقد مروا بما تعرض له صاحبي مع شريكات حياتهم وراحوا يعبرون بآرائهم عن هذه الشراكة وكل من حالته النفسية وظرفه الذي قال فيه ما قال، بيكاسو الذي عاش بين الألوان يقول إن “المرأة في نظري خليط من الأشكال والألوان”، ويبدو أن بلزاك كان سعيدًا عندما قال: “المرأة مخلوق بين الملائكة والبشر”، أما بيكنسفيلد فيبدو أن حياته مع زوجته كانت متقلبة بصورة غير طبيعية للدرجة التي جعلته يكتب “المرأة كاهنة القضاء والقدر”، ولا أعلم إن كتب شكسبير رأيه وزوجته كانت بجانبه لأنه قال “المرأة كوكب يستنير به الرجل، ومن غيرها يبيت الرجل في الظلام”. ولا أشك لحظة أن زوجة فولتير هي من أحضرت له الورقة والقلم وجلست بجانبه ونظرت لما سيكتبه، ولأنه رجل حكيم فقد كتب كخبير يعرف كيف يخرج من المواقف الصعبة بهدوء وسلام: “المرأة.. مثل الرقة والجمال”. قبل أيام كنت أتحدث مع صاحبي هذا وكان في حالة سعيدة ولم ينس أن يلقي ببعض كلمات المديح لزوجته وهي امرأة ومربية فاضلة، ثم قلت له إن حالتك مع أم أبنائك تشبه علاقة الإنسان بالحياة، فما يحصل معك في يومياتك يحصل مع معظمنا، لكن الفارق أن لكل رجل تصرفاً مختلفًا مع كل موقف يواجهه، والعاقل هو من يكسب في معظم ما يواجهه في حياته من خلال حسن تصرفه وسلوكه، وهذا هو الفارق بين الناس.