|


طلال الحمود
قناة أحمد سعيد
2020-06-20
ارتبط اسم المذيع الراحل أحمد سعيد بالبيانات المضللة والكذب على خلفية هزيمة حرب حزيران عام 1967 وتكبد الجيش المصري والسوري خسائر كبيرة خلال ساعات، وحينها بدأت عاصفة من البيانات تتلى بصوت سعيد.
مؤكدة أن الجيوش العربية باتت على أبواب تل أبيب، قبل أن تتضح الحقيقة بعد أيام ويعلم الشارع العربي أن الجيش الإسرائيلي على أبواب القاهرة، وهذه التجربة برغم مرارتها إلا أن هناك من يعتقد حتى الآن بجدوى التضليل ويمارسه بثقة عجيبة.
مات أحمد سعيد لكن فكره وقناعاته مازالت حية في عهدة قناة الجزيرة، بدليل ترويجها لكذبة تحقيق انتصار تاريخي في منظمة التجارة العالمية بشأن خلاف قطر مع دول المقاطعة، وأهملت القناة أن الدوحة طالبت بإدانة السعودية وفشلت، ثم طالبت بتعويضات مالية وتم رفض طلبها، قبل أن تطالب برفع الحماية عن حقوق الملكية الفكرية للسعوديين وتواجه بالرفض أيضاً، وتغاضت الجزيرة عن ركاكة الإثباتات المقدمة لفريق التحكيم ومنها تقديم معلومات تعتمد على شاهد مجهول رفضت قطر الكشف عن هويته حتى أمام فريق التحكيم.
تعلم قطر أن موقفها ضعيف في قضية قرصنة حقوق البث، لكنها تريد تفاعلاً إعلامياً للزج باسم السعودية في نشرة أخبار “أحمد سعيد” لأطول فترة ممكنة، خاصة أن الدوحة لم تفتتح قنواتها الرياضية من أجل الاستثمار بقدر اهتمامها بترويج توجهاتها السياسية من خلال المضمون الرياضي، وهذا ما تأكد خلال منافسات كأس العالم الأخيرة حين كشفت القوة الناعمة عن وجهها البشع.
هناك حقيقة أخرى تدركها قطر، تتمثل بفشلها التقني وعجزها الإداري في حماية حقوق البث، إذ يتابع جهابذة شبكة bein بصفة مستمرة قرصنة الحقوق على موقع يوتيوب، فضلاً عن قيام قنوات إرتيريا وموريتانيا وأخيراً ليبيا ببث المنافسات الرياضية من مصادر مختلفة وسط عجز تام عن مقاضاتها كما فعلت في قضية “بي آوت كيو”، مع أن الخصم هذه المرة معروف ولا يحتاج إلى بحث وتقصٍّ.
في الأسبوع الماضي قامت شبكة bein بتسريح نحو 300 موظف، والحجة كالعادة “القرصنة” وتأثيرها على العائدات المالية، مع أن هناك أسبابًا أكثر وجاهة تتعلق بعجز الموازنة القطرية بسبب تراجع أسعار النفط والالتزامات تجاه القوات التركية المتواجدة في الدوحة، فضلاً عن تورط قطر في دعم الفصائل المسلحة في ليبيا وسوريا واليمن. ويبقى أن قطر غير مؤهلة أصلاً للاستثمار في مجال حقوق البث لأنها لا تمتلك القدرة على حماية هذه الحقوق حتى من عبث الهواة.