|


عبدالرحمن الجماز
لا خرقة تنفع ولا قراطيس تفيد
2020-06-25
أبقى بعض من الإعلام المحسوب على النصر والأهلي جماهيرهما في كثير من الوهم، وقليل من الحقيقة، وهو ما ساهم في تغييب كثير من المعلومات الصادمة لتلك الجماهير، وجعلها أسيرة لـ”حواديت” لا علاقة لها بالواقع، وخاصة حين يتعلق الأمر بالهلال والاتحاد اللذين استطاعا تحقيق بطولات قارية، ما زالت عصية على النصر والأهلي، وهما ما زالا غير قادرين على إضافتها منذ تاريخ تأسيسهما القديم.
وبفضل هذا الإعلام ظلت الحقيقة محجوبة عن جماهير هذين الناديين، وأصبح كل همهما الفرجة والبحث عن عثرات الفرق الأخرى، وبالأخص الهلال الذي بات واحدًا من أعظم الفرق الآسيوية، أو هو أعظمها على الإطلاق، في الوقت الذي بقي فيه صوت الإعلام النصراوي والأهلاوي عابرًا للقارات، ومتوزعًا على تشجيع سيدني الأسترالي وأوراوا الياباني في كل نهائي يخوضانه ضد الزعيم الهلالي.
والمنجز الهلالي الكبير على مستوى القارة الآسيوية لم يكن حصرًا على تحقيق اللقب الكبير فحسب، بل تجاوز ذلك إلى كونه الأكثر تحقيقًا في عدد النقاط على مستوى أندية القارة بأكملها. وهو إنجاز يصعب مجاراته أو الوصول إليه من قبل أندية القارة، فما بالك بفريقي النصر والأهلي، لأن الوضع حينها سيكون أشبه بالحديث عن سنة ضوئية تفصل بينهما.
وتنقل “الرياضية” عن الموقع الشهير “ترانسفير ماركت” أن قيمة لاعبي النصر تصل إلى 58 مليون يورو، وأن قيمة لاعبين اثنين “جوليانو” و”أحمد موسى” تساوي قيمة لاعبي فريق الشباب بالكامل، رغم أن هذه القيمة المرتفعة لم تشفع للإعلام النصراوي للمطالبة بتحقيق بطولة أبطال الدوري الآسيوية للمرة الأولى في تاريخه، وهو الأمر نفسه عند الأهلاويين الذين تتجاوز قيمة لاعبي فريقهم السوقية فريق الهلال الذي نجح بحصد المجد، في وقت لم تتجاوز إنجازات النصر والأهلي “الصفر المكعب”.
وظل بعض من الإعلام المحسوب على النصر والأهلي ردحًا من الزمن مطاردًا للهلال باحثًا عن عثراته، ومشككًا في بطولاته، التي جلبت الفخر لبلاده، وغافلاً عن البحث للإجابة عن السؤال الصعب: لماذا لم يحقق النصر والأهلي هذه البطولة القارية لا سابقًا، ولا في الوقت الحالي، حيث حظرت الملايين وتم جلب أمهر اللاعبين الأجانب.
وهو سؤال كان الأجدى على الإعلام المحسوب على النصر والأهلي البحث عن إجابته، بدلاً من الانشغال ببطولات فرق أخرى.
والمنجزات الكبرى وصناعة فريق بطل لا يمكن أن تجلبها “خرقة” أو “قراطيس” بالية كما يتوهمون.