أيقظت الطائر الأزرق، ليأخذني في جولة يومية لمعرفة كل مستجد، فيما يتم نقله عبر عالمه، فإذا بحساب إخباري يحمل اسم “مجتمعنا” يبث مقطع فيديو لعدد من الموظفين الميدانيين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتحدثون مع المارة في منتزه في مدينة نجران، ولكنني لم أستمع إلى الصوت جيدًا، فالمظهر العام يوحي بأن هناك مخالفة، أعدته من جديد فإذا برجل الحسبة يقول للمتنزهين: “اتركوا مسافة آمنة بينكم وبين الآخرين، فالتقيد بالإجراءات الاحترازية واجب ديني ووطني”.
رجل الهيئة يحذرهم من وباء كورونا، ويدعو إلى التقيد بالتدابير الوقائية، ولو وضع هذا المقطع في مسابقة كبرى وأغلق مصدر الصوت، وترك المجال للمتنافسين لمعرفة ماذا يقول رجل الهيئة، لقال أحدهم بأنه يطلب من فتاة أن تلقي بخمارها، وآخر سيجيب بأنه يدعو شابًا إلى خفض صوت الأغاني، وثالث يتوقع أنه نصح مراهقًا بحلاقة شعره، أو غيرها من الأمور المتعلقة بالدين. تمنيت لو وضعت مراهنة مع أصدقائي حول ما قاله رجل الهيئة في المقطع، لكسبت الرهان.
كل منّا تحفظ ذاكرته مواقف عدة مع أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا ننكر بأن بعضًا من رجالها في زمن مضى تركوا انطباعات سيئة عن الجهاز الحكومي، من خلال أخطائهم وتخطي صلاحياتهم والتدخل في شؤون الآخرين بطريقة غريبة، ورسمت صورة ذهنية يعجز أعتى مهندسي الحاسب الآلي من “فرمتتها” من ذكريات المتألمين منها، فكان الصراع مع أفراد المجتمع، قبل أن يتم احتواء الأخطاء وإعادة الأمور إلى نصابها الحقيقي، فأدت الهيئة دورها بحسب الأنظمة المتبعة.
أخطاء بعض من رجال الهيئة، في وقت سابق لا ننكرها ونعي بأن الكثير تأذى منها، لكن ذلك لا يعني بأن هناك موظفين في هذا الجهاز يقدمون عملهم على أكمل وجه، ولا يتجاوزون حدودهم الوظيفية ويمدون يد العون بقربهم من المجتمع، واحتواءه. أخطاء الهيئة لا تزال معلّمة، ولكن سياسة التعميم لا تصح، حقبة زمنية كانت مليئة بالتجاوزات من قبل بعض رجال الحسبة وانتهت.
رجال الهيئة يخافون على الناس من ارتكاب مخالفات دينية، فدخلوا في جدال واسع، رغم أن هناك خلافات في مسائل فقهية عدة، ولكن ما قام به رجل الحسبة في نجران بالخوف على المجتمع من الوباء ونصحهم باتباع الإجراءات الاحترازية هو يأمر بالمعروف فعلاً ولكن في الشأن العام فلا يقنصر الأمر بالمعروف على الأمور الدينية بل حتى الحياة بأسلوبها ومعطياتها تحتاج إلى من يدلّك على الطرق الصحيحة. ما أجمل الأمر بالمعروف بمعروف.
رجل الهيئة يحذرهم من وباء كورونا، ويدعو إلى التقيد بالتدابير الوقائية، ولو وضع هذا المقطع في مسابقة كبرى وأغلق مصدر الصوت، وترك المجال للمتنافسين لمعرفة ماذا يقول رجل الهيئة، لقال أحدهم بأنه يطلب من فتاة أن تلقي بخمارها، وآخر سيجيب بأنه يدعو شابًا إلى خفض صوت الأغاني، وثالث يتوقع أنه نصح مراهقًا بحلاقة شعره، أو غيرها من الأمور المتعلقة بالدين. تمنيت لو وضعت مراهنة مع أصدقائي حول ما قاله رجل الهيئة في المقطع، لكسبت الرهان.
كل منّا تحفظ ذاكرته مواقف عدة مع أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا ننكر بأن بعضًا من رجالها في زمن مضى تركوا انطباعات سيئة عن الجهاز الحكومي، من خلال أخطائهم وتخطي صلاحياتهم والتدخل في شؤون الآخرين بطريقة غريبة، ورسمت صورة ذهنية يعجز أعتى مهندسي الحاسب الآلي من “فرمتتها” من ذكريات المتألمين منها، فكان الصراع مع أفراد المجتمع، قبل أن يتم احتواء الأخطاء وإعادة الأمور إلى نصابها الحقيقي، فأدت الهيئة دورها بحسب الأنظمة المتبعة.
أخطاء بعض من رجال الهيئة، في وقت سابق لا ننكرها ونعي بأن الكثير تأذى منها، لكن ذلك لا يعني بأن هناك موظفين في هذا الجهاز يقدمون عملهم على أكمل وجه، ولا يتجاوزون حدودهم الوظيفية ويمدون يد العون بقربهم من المجتمع، واحتواءه. أخطاء الهيئة لا تزال معلّمة، ولكن سياسة التعميم لا تصح، حقبة زمنية كانت مليئة بالتجاوزات من قبل بعض رجال الحسبة وانتهت.
رجال الهيئة يخافون على الناس من ارتكاب مخالفات دينية، فدخلوا في جدال واسع، رغم أن هناك خلافات في مسائل فقهية عدة، ولكن ما قام به رجل الحسبة في نجران بالخوف على المجتمع من الوباء ونصحهم باتباع الإجراءات الاحترازية هو يأمر بالمعروف فعلاً ولكن في الشأن العام فلا يقنصر الأمر بالمعروف على الأمور الدينية بل حتى الحياة بأسلوبها ومعطياتها تحتاج إلى من يدلّك على الطرق الصحيحة. ما أجمل الأمر بالمعروف بمعروف.