|


د.تركي العواد
النصر الملكي
2020-06-29
ألمس خطابًا يائسًا، يجعلنا نحس بأن النصر قد خسر لقب الدوري قبل أن ينطلق من جديد. اختفت نبرة التحدي والوعيد بموقعة حاسمة في ديربي قلب الطاولة، فحماس ما قبل كورونا قد فتر، وارتفعت حرارته، ودخل مرحلة ضيق التنفس. كان صوت الإعلام الأصفر مرتفعًا، وينتظر بثقة مباراة الهلال، أما اليوم فلا أسمع إلا نغمة حزينة، تطالب بإلغاء الدوري.. فهو الخلاص وأقصى الطموحات.
لا أجد مبررًا لهذا الاستسلام المستغرب من حامل اللقب، فالنصر عوَّدنا على تحقيق بطولاته من أصعب الطرق. إذا فقد النصر قتاليته وحماسه، فسيعود فريقًا من فرق الوسط.
قبل استكمال الدوري الإسباني، كان برشلونة متصدرًا بفارق نقطتين عن ريال مدريد. محبو الريال كانوا متأكدين من أن فريقهم سيقاتل للحصول على اللقب. خسر برشلونة أربع نقاط منذ عادت المباريات ليتصدر الريال سلم الترتيب. إذا كان الريال قد حقق الفوز البارحة على إسبانيول، فقد وسَّع الفارق مع ميسي وفريقه إلى نقطتين. وقد يخسر الريال الصدارة مستقبلًا، ويحقق برشلونة اللقب، فالكل يؤمن بأن الحسم في الملعب.
الفارق بين النصر والريال كبيرٌ، فالريال كان مصرًّا على استكمال الموسم، لأن لديه ثقة لا تهتز في قدرته على تقليص الفارق مع المتصدر على الرغم من أنهما لن يلتقيا في المباريات المتبقية. لم يراهن الريال على إلغاء الموسم، لأنه ليس في يده، وحتى إذا حدث ذلك فلن يكون انتصارًا للريال بأي حال من الأحوال.
إعلام النصر في المقابل بقي يغذي فكرة إلغاء الموسم حتى إنه صدقها وتجازوها للحديث عن مرحلة ما بعد كورونا. بدأت المسألة بحلم ورغبة وأمنية، سرعان ما حوَّلها أهلها إلى حقيقة غير قابلة للنقاش، وعندما صدر قرار وزارة الرياضة بعودة النشاط الرياضي، عجزوا عن العودة إلى خطاب التحدي، وتملَّكهم اليأس، وعزَّ عليهم فراق حلم الإلغاء.
أثق في أن الوقت لم يفت بعد على النصر للتفكير في الفوز باللقب.. أثق في أن النصر هو الفريق الوحيد القادر فنيًّا ومعنويًّا على منافسة الهلال، لكنه في حاجة إلى الثقة في قدرته واستلهام نموذج الريال من أجل الخروج من مرحلة عدم اليقين التي أدخلهم فيها الإعلام العاشق للنصر، فمرحلة الشك قد انتهت، وسيعود الدوري بعد خمسة أسابيع.
الناجحون ينطلقون من الحقائق لتحقيق أحلامهم.. والفاشلون يعتقدون أن أحلامهم أصبحت حقائق.