|


تركي السهلي
إعلام القرارات
2020-06-30
القرار الصادر من وزارة الرياضة والشباب برفع تعليق النشاط الرياضي وعودة المنافسات بدءاً من الرابع من أغسطس، رافقته “حفلة” كبيرة من المواقف الإعلامية سواء كان قبل أو بعد الصدور.
وفي كل الأحول، فإن القرار يُحترم والآراء المطروحة كُلّها لها التقدير إلاّ جماعة واحدة علينا مواجهتها وتعرية مشروعها القائم على إيجاد الفجوات بين الأطراف وتغذية عوامل الصراع بينها. فما إن خرج الموضوع وباتت العودة واقعاً وأخذت الأجهزة الحكومية وغيرها الدفع بهذا الاتجاه حتى ظهرت تلك الجماعة مُعتبرة أن استئناف مسابقة دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين أتى بناءً على ما كانت تطالب به، وأنها بذلك حققت رغبة القطاع الحكومي وتماشت معه، وأن ما عداها فوضوي ويريد مخالفة كل التوجهات.
ومنبع هذا الموقف كان الإعلام الهلالي الذي يُثبت مع الأيّام ضعفه وسيره على منهج قديم لم يتخلّص منه مفاده “إنني معك يا الحكومة فكوني يا الحكومة معي”، بمعنى أن الأزرق حين يدعم بعض المواقف الفنية القابلة أساساً للأخذ والرد فهو يريد الشراء في هذه الحالة وتحقيق المرُاد من باب مبدأ تحقيق المصالح وتبادل المنافع. والواقع أن هذا الأمر لا يستقيم وفق كل المعطيات كون الجهاز الرياضي الحكومي لا يتعامل مع رغبات أطراف بل أهداف وطنية كُبرى. وبنظرة سريعة على الطرح الأزرق خلال الأيّام الفائتة نجد كيف أنه مصاب بحالة نشوة شديدة، وأنه الذي حقق مطلب وزارة الرياضة وأنه على الدوام سيكون الواقف بجانبها ضد من ينتقد ما صدر عنها. والأمر متطوّر إلى ما هو أبعد من ذلك، فدخل على الخط برنامج تلفزيوني “عاطل” بطواقمه بدءاً من مُقدّمه ونهاية بأصغر مُعلّقيه مظهرين جميعهم صورة الإعلام الآخر بأنه لا صواب لديه في هكذا ظروف. والمُتعمّق في فهم الأسباب سيجد أن هدف المُقدّم المنُتج للبرنامج هو الفوز بعقد جديد والكسب المالي تحت أي وضع ولم يجد فرصة مهيأة كهذه للانقضاض على وحدة الجماهير وتفتيتها وتخوين كل من يملك رأياً لا يتوافق مع أهدافه، وتصوير المسألة على أنها لن تهدأ إلاّ بإعادته للهواء. الحقيقة أننا ومعنا وزارة الرياضة والشباب لسنا مسؤولين عن هذه العُقد وليس في ذهننا إظهار الولاء من أجل الفوز بمنفعة شخصية، ونحن نعتبر ذلك من المتاجرة بالأزمات وتلوين المواقف. ونقول للإعلام الأزرق ومن معه إن الجهاز الحكومي يعمل للجميع ولا مجال هُنا لتسويق لرغباتكم.