|


أحمد الحامد⁩
قبل وبعد
2020-07-01
اشتكت إحدى الزوجات وهي تجلس بجانب زوجها قائلة وهي تشير نحوه: هذا الرجل استبدل باقات الورود الحمراء بهذه “الكرشة” وأقسمت بأنه لم يحضر وردة حمراء منذ يوم زواجهما قبل تسعة أعوام.
وأضافت بأنه كان ماهرًا وهو يؤدي دور العاشق الرومانسي، ثم أضافت: هذا الرجل الذي يبقى صامتًا لساعات طويلة كل يوم كان لا يتوقف عن الكلام، وهو من أسمعني الغزل من قصائد نزار قبل زواجنا، حتى إنني حفظت منه:
أحبك جدًا
وأعرف أنّ الطريق إلى المستحيل طويل
وأعرف أنك ستّ النساء
وليس لدي بديل
وأعرف أن زمان الحنين انتهى
ومات الكلام الجميل
لستّ النساء ماذا نقول
أحبك جدًا.
لكن صاحبنا لم يصمت بعد ما سمعه، بل أشار نحو شعرها قائلًا: صاحبة هذا الشعر “المنكوش” كانت أثناء الخطوبة فائقة الأناقة، للدرجة التي اعتقدت بأن لا أحد يضاهيها في أناقتها، فهل يصلح غزل نزار لأم الشعر المنكوش أم لصاحبة الشعر الغجري المنثور الذي يسافر إلى كل الدنيا؟ إن هذه المرأة التي كنت أرجوها أثناء خطوبتنا أن تقلل من الخجل لكي تنطق الكلمات هي نفسها التي أصحو على صوت صراخها على أطفالها، لذلك أفضّل الصمت على تذكر صوتها المرتفع المليء بالشتائم!
فترة الخطوبة هي فترة رومانسية ينظر فيها الشريكان إلى جماليات الآخر، كما أنهما قبل الزواج يُظهران أجمل صفاتهما، بل أحيانًا يتصنعان الصفات التي تثير إعجاب الشريك، وهي محاولات عادة تكون ناجحة كونهما مازالا لا يعيشان تحت سقف واحد، ومن أفضل ما قد يفعله الشاب أو الإنسان بصورة عامة لنفسه وللآخرين هو أن يعيش على طبيعته وتلقائيته، والعيش بهذه الطريقة يغني المرء عن التكلف بما ليس فيه، وهذا ما يجعل للبساطة قوة خفية لكنها حقيقية، لكوكو شانيل مقولة بعد تجربة طويلة في عالم الأزياء والأعمال: “البساطة هي الكلمة الرئيسية لكل الأناقة الحقيقية”، أنا معجب بهذه المقولة لكنني تمنيت لو أن كوكو شانيل استخدمت مقولتها على أسعار فساتينها الباهظة!