|


تركي السهلي
شكرًا للحكومة
2020-07-04
مرارًا وتكرارًا يُثبت المشروع الحكومي السعودي لتمكين الأندية الرياضية سلامة اتجاهه وعزمه القوي في التنفيذ مهما كانت العوائق كحال الوضع الراهن مع جائحة كورونا.
والأكيد أن الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة والشباب ليس شابًّا عابرًا، بل رجل يمكن الاعتماد عليه وسط أحلك الظروف وأصعبها. بالأمس أودعت إدارة الهلال رواتب الأشهر المتأخرة في حسابات مدربه ولاعبيه وطواقمه الفنيّة حتى يونيو الماضي بعد أن خرج الإيذان بالدفع من خزينة الجهة الحكومية وقبله كان نادي النصر وبقية الأندية. كما أن وزير الرياضة والشباب أعاد بإشرافه المباشر 228 لاعبًا ومدربًا إلى البلاد بأربع طائرات خُصصت لذلك وسط حركة طيران بالغة الصعوبة في مطارات العالم. وشاركت جهات وقطاعات رسمية مع منسوبي الوزارة والاتحاد السعودي لكرة القدم في إنهاء ترتيب واستقبال العائدين.
ماذا بقي بعد لنقول إن المشروع يجب أن يستمر؟ وإن الجميع يقع تحت نعيم هذا التوجّه الكبير؟
لا أحد يجب تمييزه هُنا، فكُلّ الأندية يتم التعامل معها ككتلة واحدة من قبل الجهاز الرياضي الحكومي حتى ولو خرجت أصوات نشاز تصوّر للجماهير أن ناديها فوق الجميع وأن لا فضل إلا للخزينة الخاصة. وفي رأيي أن هذا الأمر ووفق ما يُطرح يصل إلى مستوى العته وفوضى العقل.
والواقع أن الحكومة أعطت الجميع بسخاء على الصعيد المحلّي وأقرّت استراتيجية دعم واحدة. وحين يكون نادٍ سعودي في بطولة قارية أو دولية تزيد من دعمها له لأنها تريد أن تلمس النتائج بأيديها وأن تُصادق على موقفها الجاد في تمكين كُل مُمثّل لها في الخارج، وأن كُل ما أعطته بدّد السنين العجاف. وهذا كان واضحًا في مشوار الهلال الأخير من بطولة آسيا للأندية الأبطال في نسختها الماضية. ولولا الله ثم وقوف الجهاز مع الأزرق لبقي النادي العاصمي في خانة التساوي من حيث عدد اللقب القارّي مع نادي “المزارعين” التايلندي.
إن المزاوجة الكاذبة التي تبديها الأصوات الزرقاء في حين والانفصال البائن الذي تُظهره في حين آخر مع وزارة الرياضة طبقًا لمصالح ناديها لم يعد لهما وقت وانكشفت وباتت قصة قديمة جدًا لا تتسق وحجم العدل المُطبّق على الأطراف كُلّها. كما أن الرجال العاملين في المنشأة الحكومية باتوا أكثر إخلاصًا للمشروع العام ولم يعد يسمحوا بطغيان مواقف أصحاب المنافع الخاصة. إننا أمام صورة كبيرة جدًا الآن تحتوي على كل الوجوه ولا مجال أن يستفرد أحد بالعدسة.