|


أحمد الحامد⁩
برامج حوارية
2020-07-06
مع البقاء الطويل في البيت، زادت مشاهداتي لمحتوى اليوتيوب، ومما أُفضله هو مشاهدة اللقاءات التلفزيونية مع الشخصيات العامة، خصوصًا تلك التي تتحدث عن مسيرتها المهنية وعن أبرز محطاتها، بعد عدة أشهر، اكتشفت أن أفضل اللقاءات هي تلك التي أجراها مقدمو البرامج الكبار في السن وليس مقدمي البرامج الشباب، وأرجو من القارئ أن يمهلني عدة أسطر قبل أن يصدر حكمه القائل بأنني أنا “أحمد” أحاول التسويق للمحاورين من كبار السن لأنني تقدمت في العمر.
الصحيح أنني تقدمت في العمر، وهذا ما سيساعدني في قول رأيي القادم عن أفضلية مقدمي البرامج الكبار في السن، كرأي مقدم برامج ومشاهد أيضًا بعد أن خضت تجربة ليست بالقصيرة، مقدم البرامج الشاب عادة يبحث عن الإثارة التي تتسبب في ترديد اسمه، والحديث عن ما جرى في برنامجه، وهذا مما يزيد من مشاهدته والحديث عنه أكثر من الحديث عن الضيف، مقدم البرنامج الشاب يعمل لخدمة نفسه أولًا ويستخدم الضيف كوسيلة لغايته، ولذلك نجد بعض الضيوف في البرامج التي يقدمها الشباب في حالة دفاع عن أنفسهم أمام سيل الاتهامات والتشكيك الذي يطرحه مقدم البرنامج حتى يصنع الإثارة، الحقيقة أن الكثير من الضيوف الذين قبلوا التواجد في البرامج التي يقدمها الشباب كانوا ضحايا أكثر من كونهم ضيوف برنامج، أما مقدم البرنامج الذي له سنوات طويلة في المجال يكون قد حقق انتشاراً كافيًا لاسمه وبرامجه، ووصل إلى المرحلة التي لا يحتاج فيها للتسويق عن نفسه، ويعيش المرحلة التي يبحث فيها عن تقديم برنامج يكون فيه البطل هو المحتوى الذي يقدمه الضيف، وبالتالي يسعى لإعطاء الضيف كافة الوقت، ويسعى لتوفير المناخ المناسب حتى يبوح ضيفه بما في داخله، فيحصل على محتوى جديد ومهم وذي فائدة، في مكتبتي الصوتية الصغيرة العديد من الحوارات الإذاعية التي تجاوز عمرها الـ 20 عامًا، بعضها لا أستطيع الاستماع إليه “نفسيًا” لأنني أثناء إجرائي تلك الحوارات كنت أبحث عن الإثارة وليس عن المتعة والفائدة، يبقى أن أقول إنني لا أعمم ما قلته على كل المقدمين الشباب، بل إن بعضهم لديه من الموهبة والإمكانيات ما يبهر المشاهد.