|


محمد الغامدي
خلية التعاقدات
2020-07-10
بعد تاجر الشنطة الذي سبق الحديث عنه أمس الأول وطريقة تكسبه المادي بأسلوب يتنافى مع أخلاقيات المهنة، حديثي سيكون عن لوبي يدارعبر مكتب تعاقدات بهدف رفع أسهم عقود لاعبيه عند قرب انتهاء عقودهم ودخولهم فترة الستة أشهر.
تبدأ الفصول بتكتل جماعي بين المكتب والوسيط وأطراف أخرى مستفيدة تقوم بالترويج للاعب وإبراز دوره ونجاحاته كل في اختصاصه، ليحصل على الرقم الأكبرمن خلال العديد من الأدوار المفصلة لكل واحد من أعضاء الخلية دون أن يشعر المتلقي بتلك الأدوار وما تقوم به ولمصلحة من؟!
ويطلق المكتب شارة البدء في الترويج عند قرب انتهاء عقده أو دخوله الفترة الحرة بخبر صحفي عن اللاعب ودخول أطراف أخرى لكسب توقيعه، وأن اللاعب لا يزال ينتظر رد ناديه ودراسة العروض الأخرى يتبعها تغريدة أو سنابة تعزز ذلك التنافس، ويأتي بعد ذلك دور المعلق الذي ما إن تأتي اللقطة عليه حتى يؤدي دوره في وصف اللاعب وبعض المزايا التي يملكها مع مزيد من البهارات عند مشاركته بطريقة ذكية.
كما يدخل الوسيط في تصريح أو مداخلة هاتفية عبر أحد البرامج ليشير إلى أن اللاعب لا يزال ينتظر عرض ناديه وبالطبع مثل هذه الأطراف سيكون لها نصيب من ارتفاع قيمة عقد اللاعب.
القصة لم تنته فصولها بعد، فاللاعب قد يكون شريكًا في هذا المخطط لكنه بالتأكيد يهمه في المقام الأول العقد الأعلى، وقد يضم بعض أقاربه أو أصدقائه في الاستفادة، وبالطبع ليس كل عقد يدار بذات المنهجية والأسلوب، فهناك أسماء تستطيع أن تسوق نفسها وتصل للرقم المتفق عليه، وهناك لاعبون بحاجة لمثل هذه الطرق والأساليب، إما لأنهم في بداية عمرهم الكروي أو أنهم بحاجة لمزيد من الأضواء أو لاستغلال التنافس بين الفرق المتنافسة أو الجارة على لاعب حتى لو كان مستواه الفني لا يزيد عن أقرانه، وإذا شاهدتم لاعبًا تدور حوله تلك الطرق وبتلك المواصفات فتأكدوا أن هناك حلقة متسلسلة من الأطراف المشاركة التي تجيد وتشارك في اللعبة.
لا ننسى في النهاية أن هناك مكاتب تعاقدات تعمل باحترافية وتؤدي مهامها بمهنية، وتعتني كثيرًا باللاعب في المفاوضات وللعلم هذه القصة ليست من نسج الخيال، فالأطراف يجمعهم ميول ومصالح ويفرقهم انتقال اللاعب ليأتي الدور على لاعب آخر.