|


أحمد الحامد⁩
قبل وبعد
2020-07-11
نحن فعلاً نعيش في انعطافة سببها فيروس كورونا ، الآن صدقت بأن “ما قبل كورونا لن يكون كما بعد كورونا”، كنت أثناء المنع كلما سمعت هذه الجملة من المحللين الاقتصاديين قلت: كم تحبون العناوين الرنانة..
لكن أخبار الشركات ونتائج أرقامها المنخفضة، وتقليل أعداد موظفيها، كلها تؤكد أن من كان يقول إن ما قبل كورونا لن يكون كما بعدها كان يقول الحقيقة، ليس لأن التأثير بعد انتهاء الأزمة سيكون ظاهرًا ومؤلمًا فقط، بل لأن حالة التعافي الاقتصادية ستأخذ وقتًا ليس بالقصير، والاقتصاد شريان الحياة وسبب رئيس في ازدهارها أو بؤسها، أما اتهامي لمن كان يردد هذه المقولة فلم يكن إلا اتهام رجل غير عارف، ولا علاقة له بشؤون الاقتصاد وحركة المال، لكن هذا التغيير لا يعني بأنه سيئ للجميع، ويبدو أن المثل القائل مصائب قوم عند قوم فوائد يعيش في أفضل أحواله، ولا أقصد فقط بعض الشركات التي استفادت من الأزمة وحققت أرباحاً تاريخية، بل أقصد أن لدى الكثير من الأفراد اليوم فرص كثيرة لم تكن تتوفر ما قبل كورونا، لأن الأزمة فرضت عادات ومفاهيم جديدة لم تكن معروفة أو مقبولة، واضطر الجميع عن قبولها حتى صارت معتادة، لقد تغير مفهوم التعليم بعد أن أثبت التعليم عن بُعد أنه تعليم ناجح للعديد من المواد التعليمية، لذلك صار من الممكن الآن للمعلم الذي اعتاد إعطاء الدروس في المدرسة، أن يفتتح معهد تعليمه الخاص عبر تطبيقات الاتصالات المرئية، يستطيع المعلم اليوم أن يعطي الدروس لعشرات الطلاب في وقت واحد، وسيجد من ينضم لدروسه، كما أن هذه التطبيقات لديها من الإمكانيات ما يتيح للمعلمين أو المدربين أو كل الذين يمتلكون مهارة أن يعطوا أنواعًا كثيرة من الدروس، مثل الرسم والتصميم والبرمجة والعديد من المهارات الأخرى، ليس في التعليم فقط بل حتى في البيع والشراء، ثقة المستهلك في الشراء عبر الإنترنت وتقبل هذا الأسلوب الجديد ارتفعت إلى درجة لا رجعة فيها، وهو ما سيمنح صغار المستثمرين فرصًا واقعية للنجاح عبر افتتاح مواقعهم، بعيدًا عن الصعوبات والمنافسة للحصول على محل تجاري في مركز تسوق، ستطول التغييرات العديد من الأفكار القديمة، وآمل أن يكون تفكيري الذي رفض فكرة أن لكورونا آثار كبيرة واحد منها.