|


محمد الغامدي
عبد الفتاح كشفهم.. والملعب فضحهم
2020-07-17
تعرفون قصة تنزه الثعلب في أحد البساتين ومحاولاته المتكررة في الوصول لعنقود العنب المرتفع مرة واثنتين وثلاثًا، ولأنه فشل واستسلم وغادر البستان دون نتيجة فلم يجد سوى القول بأنه عنب حامض فأصبح مثلا دارجاً لمن لا يستطع الوصول لشيء ما ويبدأ في التقليل منه..
هذا المثل الذائع الصيت يحاكي إعلام الهلال بالمقاس عند خروج فريقه خالي الوفاض وفي أحاديثه هذه الأيام عن صفقة عبد الفتاح عسيري وانتقاله إلى النصر دليل دامغ، وكيف قللوا من شأن انتقاله تارة بأن الهلال لا يحتاجه رغم المفاوضات التي تدار في الخفاء وتارة أخرى تعليلهم أن أرقامه في المباريات التي لعبها صناعة وأهدافاً ضعيفة رغم مساهمته هذا الموسم بتسجيل تسعة أهداف وصنع ثلاثين فرصة للتسجيل ولعبه اثنتي عشرة كرة عرضية ناجحة، أما ثالثة الأثافي من أحد الظرفاء منهم ـ ولن أزيد - فقال إن طوله وبنيته لا يؤهلانه أن يكون لاعبًا هلاليًّا مؤثراً ليحتل مكانة في فريقه الأزرق، وسبحان الله كأن الشلهوب ونواف العابد وسالم الدوسري وغيرهم من ذوي الأطوال الفارعة، وبنفس الأسلوب والرأي وحتى المعلومة وكأنه قروب متفق فيه حتى على المفردات، اتجهوا زرافات إلى المنافسة المحتدمة على استثمار ملعب جامعة الملك سعود، ومع قرب إعلان النتيجة التي يبدو أن المؤشرات لم تأت في صالحهم فأشاعوا بعدم أهميته وصغر حجمه وقلة استيعابه حتى إنهم وصلوا لمساحته وتكلفة بنائه، وأنه بالإمكان بناء ملعب أكثر اتساعاً وأن الأرقام التي رصدت له مبالغ فيها، رغم أن سنواته الثلاثة الماضية لقي ما لقي من مديح حتى إنهم نعتوه بمحيط الرعب، وسبحان الله انقلب ذلك المديح إلى انتقاص وقدح.
الإعلام الأزرق جُبل على التضخيم والتهويل والمبالغة إلى حد الغلو عندما يخصه الأمر ويكون في صالحه، والتحقير والإقلال والافتراء عندما يفقد أمرًا ما كان بين يديه، وهي عادة ليست وليدة اليوم والتاريخ خير شاهد، فهي متوارثة جيلاً عن جيل حتى أصاب الكثير الخجل من أحاديثهم.. ألم يقل أحدهم نحن هلاليون واشربوا من البحر، وآخر إن الهلال في كفة وبقية الأندية في كفة أخرى، وثالث إن ميسي يقلد مهارات الثنيان، ورابع إن العابد يتفوق على بيكهام، وخامس وضع سامي في مقارنة مع ماجد.