|


بدر السعيد
يا هلا باللي عوّد
2020-07-18
قبل 14 عاماً كان ذلك الفرنسي العظيم يلوح بكلتا يديه تجاه عشرات الآلاف من العشاق الذين خفقت قلوبهم قبل أياديهم في لحظات وداع نجمهم العالمي الأسطوري زين الدين زيدان، في آخر مباراة سطر فيها “زيزو” آخر لمساته الإبداعية كلاعب وسدد فيها آخر أهدافه في الشباك، تاركاً خلفه إرثاً كروياً مليئًا بالإنجازات والبطولات..
لم تمض سوى سنوات بسيطة حتى أعلن النادي الملكي عودة ابنه البار لقيادة دفة التدريب.. فكانت العودة الأغلى والأثمن والأجدر، إذ تفنن العبقري حينها في تحقيق ثلاثية تاريخية لدوري الأبطال لم يسبقه لها أحد.. ولأنها سنة الحياة فقد غادر العبقري مجدداً أسوار البرنابيو مرفوع الهامة ليرتاح بعد عناء ويجدد نمط حياته بعيداً عن الكرة..
حين غادر ذلك العبقري أسوار البرنابيو آخر مرة بعد إعلان ابتعاده عن تدريب الفريق، كانت لي وقفة هنا عبر عمود “المسار التاسع”، أكدت من خلالها أن ذلك الحب لن يموت وأنا العاشق سيعود لبيته وأحضان السانتياجو برنابيو يوماً ما..
ولأن الحب لا يموت فقد عاد العبقري مجدداً لقيادة فريقه بعد أن كادت شخصيته وسطوته تضيع نتيجة ما واجهه من تجارب تدريبية لم ترتق لسمعة واسم “زعيم أوروبا والعالم”.. ومع عودة “زيزو” كان الشامخ “فلورنتينو بيريز” قد اختصر كثيراً من الإصلاحات في سبيل عودة الروح والانتصارات إلى سيّد إسبانيا وكبير أوروربا والعالم..
عاد “زيزو” بكل شجاعة ليصلح جملة الأخطاء التي صنعها الزمن وتخبطات سابقيه.. عاد ليشاهد فريقاً لم يعد ذلك الحاسم القادر.. لم يعد كريستيانو في صفوفه.. لم تعد دكته زاخرة بالأقوياء.. عاد رغم كل ذلك لثقته بأنه قادر أن يصنع الفرق.. عاد واستطاع هذا العطّار أن يصلح ما أفسده الدهر.. فرددت قلوب “المدريديستا” قبل حناجرهم “يا هلا باللي عوّد”..
وفي مساء الخميس الماضي كان الفرنسي الأسطورة على موعد مع فياريال.. وموعد مع الدموع والذكريات، لكنها هذه المرة لم تكن دموع الحزن، بل دموع الفرح والفخر بعودة “الميرينجي” إلى عرشه الذي تسيده رقماً وتاريخاً عبر الزمن.. كان الموعد هذه المرة هو الليجا الرابعة والثلاثون في تاريخ نادي القرن في العالم.. فرددت حناجر العاشق “يا هلا باللي عوّد”، لكنهم يقصدون الدوري هذه المرة..
هنيئًا لهذا الفرنسي بذلك الحب.. وهنيئًا لكرة القدم بكيان يتنفس الإبداع اسمه “ريال مدريد”..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..