|


أحمد الحامد⁩
كلام في الإذاعة
2020-07-18
أتمنى أن تصدر قريبًا عشرات التصاريح للإذاعات، وأن يكون في كل مدينة إذاعات متنوعة ومختصة، لقد وصلنا إلى مرحلة تتطلب وجود مثل هذه الإذاعات المختصة في الاقتصاد والرياضة والأدب والتعليم وغيرها من المجالات، في الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً وهي رائدة في عالم الإذاعة.
نجد في كل ولاية إذاعات متنوعة ثم نجد في كل مدينة من هذه الولايات عدة إذاعات، توجد إذاعات مختصة بألعاب رياضية معينة مثل الركبي وكرة السلة، وتوجد إذاعات مختصة بموسيقى الجاز والموسيقى الكلاسيكية، وحتى يكون وجود مثل هذه الإذاعات ممكنًا وجاذبًا للمهتمين بصناعة البث الإذاعي، يجب مراعاة تكلفة التصاريح التي ستصدرها وزارة الإعلام بالإضافة إلى تكلفة خدمات البث، فمن الضروري أن تكون تكلفة إصدار التصاريح معقولة وتميل إلى التكلفة المنخفضة، لأن الإذاعات المختصة تميل إلى تقديم الخدمة لا إلى تحقيق الأرباح كمشروع تجاري هدفه الأول هو تحقيق الأرباح، كما أن تقديم التصاريح بتكلفة منخفضة هي مساهمة من الوزارة من أجل المستمع، ولكي تتيح له خيارات كثيرة من مصادر المعلومات والترفيه، بعد مرور حوالي 10 سنوات من انطلاق عدة إذاعات إف ام في المملكة، اتضح أن تكلفة تصاريح البث كانت باهظة جدًا، وهذا ما أثر على الإذاعات نفسها عندما وضعت تحت ضغط مالي كبير، خصوصًا بعد تقاسم وسائل التواصل الجديدة سوق الإعلان مع الوسائل التقليدية، فلم تكن هناك أي إذاعة من هذه الإذاعات قد وضعت في دراسة الجدوى بأن وسائل إعلانات جديدة ستقتطع ما يصل إلى أكثر من 50 بالمئة تقريبًا من سوق الإعلان، فأصبحت هذه الإذاعات تعاني من تكاليف التشغيل العالية مع انخفاض في الإعلانات، اليوم ومع ظهور وسائل بث رقمية للإذاعة يستطيع المستمع أن يتجول عبر عشرات الإذاعة الرقمية إذا ما فعلت خدمة البث الـ dab المستخدمة في أوروبا، والتي تعتبر مستقبل البث الإذاعي مع اعتماد كل شركات السيارات استخدام أجهزة الراديو الرقمية، أثبتت الإذاعة أنها وسيلة باقية في السيارة على أقل تقدير، كون السائق لن يستطيع القيادة والمشاهدة في نفس الوقت، لكنه يستطيع أن يستمع، وجود إذاعات منخفضة التكلفة ستزيد من خيارات المستمع الترفيهية والتثقيفية، كما أنها ستعيد للإذاعة قوة تأثيرها، خصوصًا أنها من ضمن الإعلام الذي نستطيع المحافظة على معاييره.