|


أحمد الحامد⁩
الصبر.. رأس المال
2020-07-20
لو راجع الإنسان سنواته الماضية وتذكر بعض البدايات التي غادرها بسرعة من أعمال أو مشاريع، لوجد أنه قد هرب من مواجهة بعض الضغوط، وتخلى عن مشروعه أو فكرته بسهولة، وهذا ما أفقده فرصة النجاح.
الكثير من الأفكار كانت متقدمة ولم تعانِ نقصًا سوى ثبات أصحابها، وكثيرًا ما أسمع من بعض الأصدقاء وهم يتحدثون بحسرة عن تخليهم عن بعض أفكارهم، وكثيرًا ما رددوا: لو أني استمررت...! ليس بعض أصدقائي فقط، أنا واحد منهم أيضًا، أذكر أني تركت بعض ما بدأت به لأنني لم أقاوم الضغوط بجدية، رغم أنها كانت أفكارًا جميلة وتوقيتها مناسب.
قبل سنوات وفي ليلة شتائية وفي المقهى الدافئ، ارتشف صاحبي قهوته وقال: كل حلقة أقدمها على اليوتيوب تتطلب مني ما لا يقل عن سبعة أيام من الأبحاث والإعداد، ثم أقوم بتصويرها وتجهيزها للبث، ثم ماذا؟
مجرد مئات من المشاهدات، هأنا في حالة إحباط كبيرة أمام كثرة المجهود وقلة المردود! قبل أيام التقيت صاحبي هذا لكنه هذه المرة كان مليئاً بالحيوية وشديد الحماس ويتحدث عن أفكاره المستقبلية، بعد أن حقق ملايين المشاهدات ومئات الآلاف من المتابعين، ذكرته بالفارق بين لقائنا قبل سنوات وبين لقائنا اليوم، قال بأن أفضل ما فعله أنه استمر ولم يتوقف، وأن نجاحه تحقق بالاستمرار الذي مكنه من تحسين المحتوى، وتعرف المشاهدين عليه، مصدر دخل صاحبي اليوم من عوائد حلقاته على اليوتيوب، حكاية أخرى قالها لي أحد رجال الأعمال، قال بأنه استمر خمس سنوات في بيع منتج، وكان بالكاد يحقق مردودًا يكفيه.
وقال بأنه كان محظوظًا عندما نجح في مقاومة إغراء تغيير مجال عمله خصوصًا مع المردود غير المشجع، لأنه بعد خمس سنوات بدأ بتحقيق الأرباح بعد أن تواجد طويلًا في المجال، فتعرف الناس عليه وكسب ثقتهم، ثم إنه خلال بقائه في مجاله اكتسب خبرة زادت من ثقته، البقاء سبب من أسباب النجاح، لكنه يتطلب الصبر والقدرة على التحمل، وقيل سابقًا “سر النجاح الثبات على الهدف”، والثبات على الهدف يتطلب حالة تعايش، أو كما قيل “النجاح هو حصيلة مجهودات صغيرة نكررها كل يوم”.