|


أحمد الحامد⁩
إلى كل الزملاء
2020-07-27
التكنولوجيا تغيّر العالم بصورة متسارعة جدًا، والعالم قفز عدة قفزات علمية عملاقة، منها خدمة الإنترنت التي غيرت أسلوب الحياة، وبقدر ما لهذه التكنولوجيا من فوائد وأفضال على الإنسان.
إلا أنها وهي تحدث هذه التغييرات تأخذ في طريقها فرص عمل الإنسان نفسه، وتقلل من وظائفه التي اعتاد أن يعمل بها ويأخذ مقابلها أجره الشهري، وهذا ما فعلته الآلة عند ظهورها مع بداية الثورة الصناعية في أوروبا، عندما تسببت في فقدان مئات الآلاف من العمال لوظائفهم وزادت من أرباح أصحاب المصانع، في موسكو أعلنت حديقة زاريادي اعتماد روبوت كموظف يصنع القهوة للزبائن، استطاع هذا الروبوت تقديم أكثر من 2500 من أكواب القهوة للزبائن بنجاح، دون أن يشتكي منه الزبائن ودون أن يتغيب عن العمل أو يسرق بعض الدقائق ليدخن سيجارة، ودون أن “يرغي” بالكلام مع زملائه تاركًا الزبائن دون خدمة، بعد هذا النجاح أعلن المسؤول عن الحديقة اعتماد روبوت آخر ليشارك زميله العمل، وهذا يعني فقدان عدة موظفين وظائفهم وزيادة أرباح المستثمر، قبل عدة أعوام قرأت عن شركة تحاول تطوير روبوت ليكون مذيعاً للعمل في الإذاعة والتلفزيون، أحدثت قراءتي تلك صدمة لي ووجدت نفسي أقول: الله لا يبارك فيكم.. وأذكر أنني حسنت من أخلاقي مع الإدارة والزملاء واجتهدت في تقديم محتوى جيد، ثم تمنيت ألا يرى مشروع الروبوت المذيع النور، أو أن يتأخر في الظهور عدة سنوات حتى أتعلم مهنة أخرى قبل أن يتم استبدالي بروبوت، قبل عدة أشهر أطلقت الصين تجربتها الأولى للمذيع الروبوت، قرأ عدة أسطر بصورة صحيحة، دون أن يستعرض في أدائه ودون أن “يتميلح” وهو ينظر إلى الشاشة، ودون أن ينشغل بحساباته على السوشال ميديا تاركًا أمر تطوير نفسه، عندما شاهدت المذيع الروبوت علمت بأن الأمر اقترب، وزدت من احترامي للإدارة ولزملائي، وأدركت أنني لا بد أن أتعلم مهنة أخرى للاحتياط، فلا مجال للمنافسة، فهذا الروبوت لا يأخذ إجازة، ولا يتأخر عن العمل، ولا ينتظر زيادة في الراتب، ولا يختلق الأعذار لتأخره عن العمل، ولا يخطئ لغوياً أثناء قراءته، ولا ينتقل من محطة إعلامية إلى أخرى، أرجو من كل زملائي في الإذاعة والتلفزيون أن يدركوا ما أدركته، وأن “يدلعوا” إداراتهم، فقد سمعت أن الصين ستبدأ بتصدير المذيع الروبوت قريباً.