|


حسن عبد القادر
سامحنا يا سمو الأمير
2020-07-31
في غمرة انشغالنا بديربي العاصمة وصراع النصر والهلال الذي لم ولن ينتهي. وفي عز التذمر الأهلاوي لرحيل عبد الفتاح عسيري وتبادل الاتهامات بين أقلية مؤيدة للمشرف وأكثرية معارضة لكل خطواته، وفي عز تخوف الاتحاديين ونقاشاتهم حول وضع فريقهم في الثماني جولات المتبقية، وهل سيتجه للطريق المنحدرة أو يعود بين الكبار..
وفي ظل كل المجادلات والأخذ والرد بين إعلاميين ومشجعين حول قضايا جلها هامشية، والمتبقي منها مجرد اجترار لماضٍ مليء بالتعصب وسط كل هذا الصخب الذي اعتدناه وأدمناه وأصبح زادنا اليومي في مواقع التواصل وفي البرامج يقدم لنا أمير الرياضة ووزيرها عبد العزيز بن تركي الفيصل مشروعًا أشبه بالحلم الذي لم نتوقع يومًا أن يتحقق..
الأمير يعلن مشروع “مهد” وهي أكاديمية عالمية مقرها الرياض بنيت وصممت لتكون بداية جديدة لعقد جديد يقدم فيه الوطن أبناءه الموهوبين في شتى الرياضات بشكل محترف يبدأ من سن السادسة.
المشروع عظيم والفكرة أكبر من أن يستوعبها ذلك المتوقع الذي لا يزال يظهر في كل مكان ليثبت لأعضاء القروب أنه “أحسن واحد يدافع عن النادي”، لذلك لم يأخذ المشروع العظيم الذي تبناه ودعمه ولي العهد وهذا بحد ذاته يجعلك تثق بأن طموحات النجاح تعادل قمم جبال طويق، وأن دعم القيادة هي شهادة نجاح قبل إعلان التخرج.
مليون وسبعمئة ألف ناشئ يستهدفهم المشروع وثلاث أكاديميات في ثلاث مدن رئيسة: الرياض وجدة والدمام، و44 مركزًا لاكتشاف المواهب في كافة أرجاء الوطن وأجهزة عالمية محترفة تتولى الإشراف والتدريب ليس بينهم من يمرر ملفه لصديق حتى يكون بينهم.
والأجمل أن مدير هذا المشروع عبد الله فيصل حماد الذي يحمل شهادات تخصص في هذا المجال تحتاج لمقال آخر لذكر كل تفاصيلها وخبراتها، ووجوده على رأس الأكاديمية هو نجاح آخر وعلى طريقة “اعط القوس باريها”.
الخلاصة الفكرة رائدة، بل عظيمة وستكون مفتاح التحول لرياضتنا، لكن للأسف هذا العمل العظيم لم يأخذ حقه إعلاميًا كما يستحق، لأن الكل مشغول حتى الآن بمعرفة كم دوري عندكم وكم عندنا.. ولماذا حكم الـ”var” طنش تلك اللقطة في مباراتنا واحتسبها لكم في مباراتكم.
اعذرنا سمو الأمير.. الأفكار العظيمة تحتاج إلى عقول عظيمة حتى تتفاعل معها.. وهذايحتاج للوقت أيضًا.