|


عبدالرحمن الجماز
حرة نقية.. أفلام كارتون
2020-07-31
تحذيرات عدّه، تلك التي أطلقها كثير من المهتمين والمتابعين لشؤون كرة القدم السعودية، من حملات التضليل والتدليس التي بات يتعرض لها تاريخ وبطولات كرة القدم خلال السنوات الماضية، وخاصة من الإعلام المحسوب على النصر، وما أفضت إلية تلك الحملات من عبث فاضح لتاريخ تلك البطولات، شهدت معها بطولات النصر قفزات هائلة، طمرت بالرقم 25 إلى 44 تحت مظلة الذريعة المضحكة “حرة نقية”، وهي عبارة لا تحمل في مضامينها سوى طمس الحقيقة والتدليس والعبث بتاريخ رياضي مهم.
ورغم ما شهدته الفترة الماضية من مطالبات متكررة للقائمين على الاتحاد السعودي للكرة، بضرورة التحرك والتصدي لمثل تلك الممارسات حماية لتاريخ البطولات التي تقع تحت مظلته، إلا أن الجميع لم يتوقع بالمطلق أن تذهب الأمور إلى ما هو أسوأ من التدبيل النصراوي لبطولات فريقهم الكروي، وانتقالها إلى ما هو أخطر من خلال استغلال شعارات الاتحاد السعودي لكرة القدم، ووضعها على اجتهاد فردي يعبر عن طيف واحد، حمل الكثير من الأخطاء والمغالطات التاريخية، التي لا يمكن القبول بها أو حتى السكوت عنها.
واعتقد أن الاتحاد السعودي لكرة القدم، بات مطالباً الآن وأكثر من أي وقتٍ مضى بضرورة الحزم والتصدي لكل المحاولات البائسة من المضللين والمدلسين، الذين لا هم لهم سوى العبث بتاريخ البطولات تحركهم الميول والأهواء غير مهتمين بحجم الدمار الذي تخلفه مثل تلك الممارسات، وهو ما يفعله بعض من الإعلام المحسوب على النصر مع الأسف الشديد.
والاتحاد السعودي لكرة القدم الذي تحرك أخيراً ومهدد بالملاحقة القانونية كما جاء في بيان الأخير: “لا صحة للمنشور الذي يجري تداوله والمتضمن رصدًا لبطولات الأندية، وسنتخذ كافة الإجراءات القانونية المتبعة مع الجهات الرسمية بشأن الاستغلال غير المشروع لشعار واسم الاتحاد”.
فلا يمكن تصور أن تكون المسابقات السعودية باختلاف مسمياتها وتعدد أبطالها، عرضة للتشويه، ولا أظن أن اتحاداً يمكنه القبول بمثل هذا العبث، أو يرضى أن يكون تاريخه عرضة للتحريف والتخريف اللذين يتحفنا بهما كل مرة أصحاب مقولة “حرة نقية” وهواة التدبيل الذين عانت منهم كرة القدم السعودية ولم تسلم منهم ولا بطولة، الجميع شاهد كيف آلت إليه الأمور من سوء، ولا شيء أكبر كارثية من أن تتحول بطولاتك “من دون إحم ولا دستور”، إلى 17 بطولة وأنت لم تحقق سوى نصفها، أو أن تقفز بطولاتك من 25 إلى 44.. شيء لا يصدق ولا يحدث حتى في أفلام الكارتون.