|


أحمد الحامد⁩
الرجل الذي يفوز دائما
2020-08-02
أنا من الذين يعتقدون بأن لدى كل إنسان مهارة أو مقدرة ما، حتى لو كان هذا الانسان مجنوناً، وقد لا تظهر هذه المهارة في حياة الإنسان لسبب من الأسباب مثل المكان الذي يولد فيه، فمن يملك مهارة رياضية ما، لكنه لا يمارس الأنشطة الرياضية.
فمن أين له أن يكتشف أو تكتشف مهارته، أو إذا ولد الإنسان ضمن عائلة لا تطور مواهب أبنائها أو درَس في مدرسة لا تهتم بقدرات طلابها، حينها قد تدفن هذه القدرات إلى الأبد، لكنني شاهدت مقدرة عند رجل لم أشاهدها في حياتي، وهي مختلفة جداً عما اعتدنا عليه، كان لدى هذا الرجل حظ في الفوز في برامج المسابقات التي تعتمد على القرعة، كان هذا الرجل يفوز في المسابقات التي كنا نجريها في الإذاعة وتحديداً على التذاكر التي تحمل أرقاماً، كانت تلك المسابقات يجريها مراسل الإذاعة، وعندما فاز الرجل عدة مرات في وقت قصير بادرني الشك في نزاهة المسابقات واتصلت بزميلي المراسل واستفسرت منه عن الأمر، لم يخفِ الزميل دهشته وقال إنه أمر لا يصدقه العقل، ثم استمرت الإذاعة بتقديم المسابقات وتغير الزميل المراسل واستمر الرجل بالفوز، حتى جاء اليوم الذي قدمت فيه المسابقة، كانت البطاقات موزعة على المئات من المشتركين، جاءني رجل وقدم نفسه، عرفته فوراً فاسمه كان معروفاً لدي.. الرجل الذي يفوز دائمًا، لكنني شعرت بأنها فرصة ثمينة لاكتشاف أمره وإن كان هناك من يتواطأ معه للفوز أم أن الأمر مجرد قوة فريدة تستحق التأمل، كان السحب على ثلاث جوائز مختلفة، لكن أكبرها كانت جائزة السيارة، تم السحب على الجائزة الأولى ثم الثانية ولم يفز الرجل، بقيت السيارة، ثم أذعت الرقم الفائز ومن بين المئات خرج الرجل نفسه وبيده البطاقة الفائزة.. دعوني أقول إنني أنا من سحب البطاقة بطريقة عشوائية، وبحضور مندوب رسمي من غرفة التجارة، جاء الرجل ونظر إلي مبتسماً وتسلّم مفتاح سيارته، بعد ذلك جلست معه وسألته: ما السر.. لا بد أن في الأمر شيئًا؟ أجابني بأن سؤالي ليس بغريب عليه، فهو اعتاد سماعه، ثم قال: منذ سبع سنوات بدأت المشاركة في كل المسابقات التي تقام على إجراء القرعة، ومنذ سبع سنوات وأنا أفوز بالجوائز العينية والنقدية، حتى إنني بنيت عمارة من قيمة ما ربحته من المسابقات، هل تبحث عن شقة للإيجار؟