|


طلال الحمود
صفقة نيوكاسل
2020-08-02
أثار انسحاب صندوق الاستثمارات السعودي من صفقة الاستحواذ على نادي نيوكاسل الجدل في إنجلترا، وتسبب في حرج لرابطة الدوري أمام الإعلام وأنصار النادي الذين تعشموا خيراً بانتقال الـ”مكبايس” إلى عهد البطولات والمجد مع المستثمر السعودي، على غرار ما ناله مانشستر سيتي بعد انتقال ملكيته إلى الشيخ منصور بن زايد.
انهيار المفاوضات كان أمراً وارداً مع مماطلة الرابطة والمبالغة في التكتم على الإجراءات، خاصة بعدما طال أمد التدقيق وتجاوز المدة القانونية للبت في عرض الاستحواذ، ما جعل إتمام الصفقة في هذا الوقت المتأخر قبل انطلاق الدوري الإنجليزي بمثابة تخريب يستهدف عدم استفادة الصندوق السيادي من الصفقة خلال الموسم المقبل، ومن ثم إطلاق حملات الإساءة لاحقاً بسبب فشل نيوكاسل في سوق التعاقدات وتراجع نتائجه خلال الموسم المقبل بدرجة تلحق خسائر مالية بالمالك الجديد.
رابطة الدوري الإنجليزي مازالت تلتزم الصمت حتى الآن، برغم الانتقادات الموجهة نحوها من أنصار النادي الذين اتهموها بالعمل ضد مصالح نيوكاسل وحرمان المدينة من استثمارات يمكنها توفير مئات الوظائف، وتعويض سوق العمل عن خسائر كورونا الكبيرة، ويبدو أن الرابطة لم تتوقع ردة الفعل من الجانب السعودي رداً على المماطلة، ما وضعها في مواجهة مباشرة أمام مدينة نيوكاسل الغاضبة من عدم مراجعة ملف الصفقة في الوقت المحدد، والتسبب في صرف نظر المستثمر السعودي عن شراء النادي.
خسرت كرة القدم الإنجليزية فرصة مهمة لإنعاش سوقها المتأثرة بجائحة كورونا، وهذا أمر من الصعب تعويضه بسبب عدم قدرة المستثمرين على دفع 400 مليون دولار، وهي كما قال روب ويلسون خبير التسويق في جامعة شيفيلد هالام: “مهمة مستحيلة وأمر مستبعد تمامًا.. صفقات شراء الأندية في الدوري الممتاز تحتاج إلى أموال طائلة لا تمتلكها إلا الصناديق السيادية”.
مسؤولو نادي نيوكاسل مازالوا يتمسكون بعودة الصندوق السعودي للاهتمام بالصفقة، ما جعلهم يمارسون ضغطاً على الرابطة لإيضاح سبب تعطيل الصفقة، وغالبًا سيتطور الأمر إلى حرب قضائية في حال لم تبرر الرابطة موقفها الذي قالت عنه صحيفة ديلي ميل البريطانية إنه يراعي مصالح شبكة bein sport على حساب حقوق نادي نيوكاسل وجماهيره.
الصيف الساخن بدأ بعد انسحاب صندوق الاستثمارات السعودي، في انتظار تداعيات هذه الصفقة المثيرة، وتبريرات رابطة الدوري الإنجليزي التي لن تكون كافية مهما كانت لإيقاف غضب مشجعي النادي ومسؤولي مدينة نيوكاسل.