|


نبيه ساعاتي
عبث بتاريخ الاتحاد
2020-08-05
بعد هزيمته من أبها وضع الاتحاد قدمه الأولى في دوري الدرجة الأولى، لا سيما أن الفتح وهو أحد المنافسين للاتحاد على الهبوط قد ردم الفارق بينه وبين الاتحاد ليصبح نقطة واحدة، ناهيك عن أن الفتح سيستضيف الاتحاد، كما أن أغلب مبارياته على أرضه، ومع فرق أقل من تلك التي سيواجهها الاتحاد، أما المنافس الثاني للاتحاد فهو الحزم، الذي رغم خسارته من الأهلي إلا أنه ما زال يتقدم عن الاتحاد بنقطة واحدة، إضافة إلى أنه يمتلك الأفضلية على الاتحاد بفضل المواجهات.
ذلك على مستوى المنافسين، أما عن الوضع الداخلي فإدارة أنمار الحائلي للأسف منذ قدومها لم تقدم أي عمل مؤسساتي يوحي بأنها تعمل لمصلحة الاتحاد، فلقد كان لديها فريق جيد رفضت الاحتفاظ به، لتحقيق أهداف لا تخدم النادي، وألقت باللائمة على المدرب سييرا، الذي حددت له مبلغًا بسيطًا لإجراء تعديلات على قائمة المحترفين الأجانب، فكانت بداية الانتكاسة، ثم تلى ذلك التعاقد مع مدرب معتزل ولاعب عاطل وآخر مفلس، ثم مدرب آخر سجله يتضمن تدريب فريقين فقط أحدهما الوحدة، فقاد الاتحاد في خمس مواجهات في الدوري، ليحقق فوزًا واحدًا وتعادلاً واحدًا وثلاثة هزائم.
أما في المباريات الودية، فخسر اثنتين وتعادل في واحدة ومع فرق متواضعة، ذلك مع معدل لياقي ضعيف جدًّا وتنظيم داخل الميدان يكاد يكون مفقودًا، إضافة إلى عدم الالتزام بمنهجية إقفال المناطق الخلفية واللعب على المرتدات، على اعتبار أن الاتحاد الآن وبعيدًا عن التاريخ أحد أضعف فرق الدوري.
وعلى جانب إدارة الكرة بصراحة بعد تكليف حامد البلوي، كنت أتوقع أن يحدث ذلك تغييرًا في الفكر الإداري، ورفع الروح المعنوية على أقل تقدير، ولكن للأسف ذلك لم يحدث، فظل الفريق بلا روح ولا رغبة حقيقية تلمسها داخل الميدان لانتشال العميد من الهاوية. وامتدادًا للحديث عن اللاعبين فللأسف يبدو أن الاتحاد آخر اهتماماتهم، فالفريق ينافس على الهبوط وهم كأن الأمر لا يعنيهم في شيء.
والغريب أن كل ذلك يحدث على مرأى من وزارة الرياضة، التي لم تحرك ساكنًا تجاه هذا العبث بتاريخ أول وأعرق الأندية السعودية، الذي يعد أحد أركان رياضة الوطن.
عمومًا إنقاذ الاتحاد يتطلب قرارات شجاعة وجريئة تتجسد في رحيل الإدارة الحالية فورًا، وإحلال هامبورج بديلاً لكاريلي، مع ضرورة غرس تبعات الكارثة داخل اللاعبين حتى يستشعروا بالمسؤولية، وبطبيعة الحال التفاف أعضاء الشرف كلهم حول النادي.