|


محمد الغامدي
المحاصصة.. حل اتحاد الكرة
2020-08-07
كثير من الرياضيين استبشر خيرًا بإعلان أول انتخابات رياضية سعودية قبل ثمانية أعوام، كونها تمثل فجراً جديداً من الممارسة الديمقراطية التي تضمن الكفاءة والجودة والاستقلالية والحياد، وكان فارسها أحمد عيد رئيس اتحاد كرة القدم الذي نال ثقة النسبة العظمى من الرياضيين، وكانت بحق أزهى فترة مر بها اتحاد القدم منذ ذلك الحين وحتى الآن.
حالة الرضا التي سادت المشهد الرياضي آنذاك مردها تعددية آراء الأندية وتلاقح الأفكار بين مجلس الإدارة للخروج بأفضل القرارات التي تضمن مصلحة الأندية والمنتخبات، وكانت البداية مطمئنة لأن يكون اتحاد الكرة السعودية في طليعة الاتحادات، خاصة أن أول رئيس له يتمتع بكافة المزايا التي يتمناها المتابع في وجود أحمد عيد، فالرجل لم يكن رئيسًا لاتحاد الكرة ناجحًا لأنه لاعب أو أكاديمي أو عضو شرف أو رئيس ناد سابق فحسب، بل قائد لفريق العمل وهناك يظهر الفارق بين القائد والرئيس فيكفي أنه تحدى الوضع الراهن في ذلك الوقت ومارس دوره بشجاعة واستقلالية بعيداً عن المؤثرات الخارجية، ولكن للأسف منذ انتهاء تلك الحقبة من العصر الذهبي للكرة السعودية ـ إن جازت التسمية ـ وترجل أحمد عيد عن كرسي الاتحاد عام 2017م. استمر الشكل الانتخابي لكن غاب المضمون الانتخابي وتنوعت فيه الكراسي لجميع الألوان، لكن النفوذ بقي للون واحد..
السنوات الأربعة الماضية توالى على اتحاد الكرة أربعة أو خمسة رؤساء وظهر الوهن عبر كثير من القرارات التي أثارت الاستغراب، وكشفت أن هناك خللاً متأصلاً، وكأن العملية الانتخابية أفرزت لنا أسماء لا تستطيع بالسير بالاتحاد إلى جادة الصواب.
الفترة الأخيرة أصدر اتحاد الكرة العديد من القرارات الغريبة التي بقيت إجابتها لغز محير سواء في منع اللاعب الأجنبي من العودة للدوري السعودي عند رفضه إكمال الدوري، وقبلها استمرار الدوري رغم رفض جميع الأندية ذلك بحسب رئيس ضمك صالح أبو نخاع الذي أكد أنه لا يوجد ناد يريد اللعب حاليًا وآخرها إيقاف مدافع النصر مايكون دون غيره من اللاعبين، وبقاء القرار أسيراً للتساؤلات والاجتهادات والتأويلات، فهل علينا أن نعيد النظر في الانتخابات إذا كان المنتج لها لا يخرج من دائرة الميول، أو أننا نستمر عليها ولكن بأسلوب المحاصصة ليستطيع كل ناد أن يضع في مجلس إدارة الاتحاد ولجانه المختلفة عضوًا يستطيع أن يدافع عن حقوق ناديه وينتزعها من نفوذ الميول الواحد المستشري.