|


صالح السعيد
ما بعد أربعة النصر
2020-08-10
كان انهيار النصر في لقاء الديربي أمرًا واردًا، فالعالمي بدأ المباراة بمباراة نفسية خارج الملعب، ولكن فات على النصراويين أمران مهمان جعلاهم مهزومين قبل اللقاء، فالخصم الهلال الذي شارك في كأس العالم للأندية، وما زالت نشوة إرضاخ القارة والظروف تلعب لصالحه بقدر السنوات التي كانت الفقيدة “العالمية صعبة قوية” لازمته فيها، الأمر الآخر الذي فات على النصراويين أن الرمز “عبد الرحمن بن سعود” رحمه الله، لم يكن موجوداً.
وجهت إدارة النصر جميع الأضواء نحو لاعبيه، وكانت الأكثر ظهوراً قبل اللقاء وأيضاً بعده، وكأنها محاولة لتغييب تقصيرها في تأخير إنهاء قضية محترفها البرازيلي “مايكون روكي”، والتي لولا الديربي لتأخرت عودة اللاعب للانضمام لفارس نجد إلى موعد آخر، وأيضاً طلبها الكشف عن المنشطات لكلا الفريقين قبل اللقاء.
فات على النصراويين أن أهم بطولاتهم المشاركة في كأس العالم لم يحققوها إلا بتيشيرت يغلب عليه لون الشمس الأصفر، ليجد لاعبو النصر العالمي أنفسهم في لقاء الديربي أشبه بنسخة من الهلال العالمي، مستغنين عن مشيخة ناديهم باللعب في كأس العالم كما استغنوا عن أحقيتهم بلبس ألوان الفريق الأساسية.
ما جرى من النصراويين خارج الملعب قبل اللقاء، جعل ما حصل في المستطيل الأخضر ناتجًا منطقيًّا، سواءً من الظهور المتهالك فنياً، وانشغال اللاعبين بالاعتراض على قرارات الحكم، والأخير غير منطقي أن نحمله مسؤولية النتيجة القاسية ولو كانت في فريق من فرق مؤخرة الترتيب، فكيف بوصيف متصدر الترتيب وبطل النسخة السابقة.
محاولة إخفاء الأخطاء الإدارية بتحويل المدرج نحو التحكيم، استخفاف بمدرج يمثل نسبة لا بأس بها من المجتمع، ومحاولة رمي الخسارة الثقيلة على لجنة الحكام وغرفة “VAR” أشبه برمي الفريق الذي لم يفقد بعد أمل التتويج بالدوري نحو مناطق الاستسلام.
أكتب قبل لقاء أمس مع أبها، وأظن إدارة النصر نجحت في أن يتجاوز خصم فريقها الرقم 33 من تعداد النقاط، وإن كنت أتمنى فوز النصر لتظل منافسات الدوري جذابة في الصدارة، إلا أن الأمر بيد لاعبي شيخ العالميين في الخروج من أجواء المؤامرة والانتقام من الأربعة القاسية.

تقفيلة:
فليت الليالي أَدْرَكَتْ وَحَنِينها
‏بِأنّ الذي قد فاتَ ليْسَ بِرَاجِعِ