|


مدرب الأخضر الشاب يكشف عن أسرار برنامج ابتعاث المواهب

هيرتوج: المونديال هدفي الأول

حوار: عبدالمحسن القباني 2020.08.11 | 12:44 am

بعد إسدال الستار على معسكر إسبانيا ضمن إطار برنامج الابتعاث لتطوير مواهب كرة القدم، أعلن الاتحاد السعودي للعبة التعاقد مع الهولندي دامين هيرتوج المدير الفني للبرنامج، ليقود المنتخب السعودي للشباب تحت 19 عامًا خلفًا للسعودي بندر باصريح المدرب السابق. وجاء هذا التعاقد مع هيرتوج عطفًا على خبرته العريضة مع اللاعبين الشباب من خلال التجارب السابقة، إذ سبق له تدريب فريق إكسيلسيور ماسلويس الهولندي موسم 2010- 2011، وفريق فينورد الهولندي تحت 19 عامًا موسمي 2011- 2013، ثم عمل مديرًا لأكاديمية فينورد لمواسم 2013- 2016، قبل أن يعود مجددًا لتولي الإدارة الفنية لفريق درجة الشباب، كما عمل مديرًا فنيًّا لنادي الجزيرة الإماراتي، أعقب ذلك عمله الحالي في برنامج الابتعاث لتطوير المواهب منذ يونيو 2019. وفي حواره مع “الرياضية” أوضح هيرتوج أن الهدف الأساسي الذي يعمل عليه هو الوصول بالمنتخب السعودي إلى مونديال الشباب 2021م، مشيرًا إلى أن اختياراته تخضع لعدة معايير أخرى غير الجوانب البدنية والفنية، ومن أهمها القدرة على التطور وفهم الأدوار التكتيكية.



01
كيف كانت الاستعدادات في معسكر أبها؟
كل فرد في المجموعة كان طموحًا ومتحمسًا ليكون جزءًا من المشروع. اللاعبون يريدون إثبات أنفسهم ليكونوا مُختارين في التشكيلة النهائية.
وفي الأسابيع الثلاثة الأولى من المعسكر تابعنا 40 لاعبًا ثم قلصناهم إلى 28 لاعبًا للتركيز عليهم. وحاولنا تطوير قدراتهم البدنية والفنية لتطبيق الأفكار التي نرغب تنفيذها بالملعب.
02
حضرت أثناء جائحة كورونا التي شهدت توقف دوري الشباب في ظل عدم وجود تسجيلات كافية للمباريات أو البيانات، فكيف تعاملت مع هذه الظروف؟
بصراحة ظروف كهذه تزيد من صعوبة العمل. ربما سيكون أقل صعوبة لو كنت في أوروبا، إذ تتوافر تسجيلات وبيانات لدوريات تحت 19 عامًا، فالحالة المثالية هي متابعة المباريات من الملعب طوال الموسم لاختيار اللاعبين. ولكن كان يجب عليّ التعامل مع الواقع والتأقلم عليه مع ثقتي التامة في تقديم عمل جيد.
وشاهدت مع فريق العمل جميع مباريات التصفيات الآسيوية إضافة إلى مشاركة المنتخب السعودي في بطولة كأس العرب تحت 20 عامًا وتعرفنا على اللاعبين قبل تسلم العمل الحالي. وكانت هذه المعرفة تتطلب مشاهدة اللاعب على أرض الملعب.
إضافة إلى ذلك تحدث أحد المساعدين مع مجموعة من المدربين في دوري الشباب وأعد بعد ذلك قائمة باللاعبين بناءً على معايير نرى أن التشكيلة تحتاج إليها.
03
ما الهدف الذي طلبه منك الاتحاد السعودي لكرة القدم ووافقت عليه؟
الهدف الرئيس واضح وهو التأهل إلى مونديال الشباب صيف 2021 في إندونيسيا. وهذا يعني الوصول لنصف نهائي كأس آسيا للشباب إذ يتأهل الأربعة الأوائل مباشرة لتمثيل القارة الآسيوية، وسيكون من المقبول الحصول على المركز الخامس في كأس آسيا إذا وصل منتخب إندونيسيا لنصف نهائي البطولة لأنه ضمن تأهله مسبقًا إلى المونديال بصفته المستضيف. والهدف الثاني هو المحافظة على اللقب الآسيوي.
04
ذكر أحد المدربين أنه يفضل في اختيار لاعب المنتخب السعودي للفئات السنية العامل البدني والجسماني أولًا ثم العامل الفني. هل تنتهج هذه الطريقة في اختياراتك؟
أعمل بطريقة مختلفة إذ اختار اللاعب وفق متطلبات كل مركز، إذ عملنا على تدوين المتطلبات المثالية لكل مركز وفق كل المعايير وليس فقط البدني والفني، كقدرة اللاعب علـى التطور وفهم الأدوار التكتيكية ونحاول أن نوازن المجموعة في شكلها النهائي.
وأنا أعرف شكل كرة القدم التي أرغب في لعبها وأحاول العثور على اللاعبين الذين يخدمون طريقتي.
05
ما طريقتك وكيف ستطبقها؟
يجب أن نلعب بطريقة تحقق لنا أفضل النتائج وتختلف الإستراتيجية بناءً على طريقة لعب الفريق المقابل، فمثلًا سنواجه في أول مباراة منتخب لاوس وهو يلعب بطريقة 5-4-1 مع الإقفال الدفاعي المحكم، وهذا سيجعلنا مسيطرين معظم المباراة. أنا مدرب أفضل السيطرة في اللعب، والسعودية بلد كبير ولها ثقل ويجب أن يتوافق ذلك مع طريقة اللعب بأن تسيطر على أرض الملعب، واللاعب السعودي موهوب وهذان العاملان يشكلان ثقافة الكرة لديكم. سيكون غريبًا إذا تعاطى مدرب مع عوامل كهذه بطريقة مختلفة مثل التشتيت أو الكرات الطويلة Kick and Rush وحاولت غرس هذه الأفكار في كل تفاصيل المعسكر يوميًا.
06
تحدثت عن منتخب لاوس، فماذا عن فيتنام وأستراليا؟
لدينا برنامج لمتابعة هذين المنتخبين من خلال مباريات البطولة وكذلك المنتخبات التي نتوقع أن نواجهها في حالة التأهل من دور المجموعات، إذ عينا مراقبين لمتابعة تفاصيلهم في مبارياتهم التأهيلية السابقة، والتعديلات التي تطرأ عليهم.
07
عملت مدربًا للفئات السنية ومساعدًا للمدرب ومدربًا لفريق أول، بعد هذه التجارب بم تصف نفسك؟
سؤال جيد.. أنت محق، أسأل نفسي أحيانًا هذا السؤال إذ أديت جميع هذه الأدوار والتجارب وبعد ذلك أقول إنني من المدربين الذين يبنون الجسور للاعبين الشبان ودمجهم في الفريق الأول والعمل على تطويرهم وهذا الدور الذي ينظر إليّ الناس من خلاله. وأعرف كذلك التعامل مع نجوم الفريق الأول كما كانت تجربتي مع علي مبخوت في الجزيرة الإماراتي أو تطوير الشبان مثل عبدالله رمضان وخلفان مبارك. عمومًا أنا لا أضيق على نفسي العروض التدريبية، فكل شيء حسب المشروع وملاءمته لي.
08
كيف ترى اللاعب السعودي، هل بإمكانه الاحتراف في أوروبا؟
سأقول رأيي بناءً على تجربتي وما شاهدته من مباريات وقد لا يمثل كل كرة القدم السعودية.. فأنا عملت في برنامج الابتعاث “صقور المستقبل” في إسبانيا وبشكل عام اللاعبون تنافسيون وفنيًا جيدون لكن بدنيًا وتكتيكيًا هم ليسوا بالمستوى ذاته وبحاجة إلى التطور. وهنا يأتي دور المدربين لتحسين تلك السمات. استطعنا بسبب عامل المناخ في برنامج إسبانيا العمل لفترات تدريبية مكثقة على ذلك. يتعلم اللاعب في سن العاشرة في أوروبا الكثير من المبادئ التكتيكية، وهنا مساحة لتطوير اللاعب السعودي في تلك الجوانب إذ إن ذلك قد يفتح للاعبين باب الاحتراف في أوروبا.
09
بعد انتهاء برنامج الابتعاث وعودة اللاعبين إلى أنديتهم وهم الآن في سن العشرين، قد لا يجدون فرصة اللعب في الفريق الأول بم تشعر حينما ترى اللاعبين الذين عملت على تطويرهم لا يلعبون مباريات؟
هذا يعتمد على ما هي أهداف كرة القدم السعودية. فإذا كنت تريد دوريًا مليئًا بالنجوم واللاعبين الأجانب فنموذج الدوري الإنجليزي مناسب لهذا الهدف، أما إن كنت تريد تطوير اللاعب السعودي وتقوية المنتخبات السعودية فربما لا يناسبه.
فالمناسب لتطوير اللاعب السعودي في رأيي تقليص المحترفين الأجانب وتأسيس دوري تحت 23 عامًا واستقطاب مدربين يرغبون في الاستثمار في اللاعبين بهذه السن. واللاعب الشاب يحتاج إلى المباريات كي يتطور.
وهنا تبرز مشكلة كثير من المدربين الذين يخشون المخاطرة بعقودهم عبر إشراك اللاعبين الشبان في المباريات بسبب أنه من الطبيعي ارتكابهم للأخطاء مقارنة بلاعبي الخبرة. وقد يتعرض للإقالة بعد 3 خسائر. وهنا يأتي دور مساندة المدرب أو سيفضل عدم المخاطرة.