|


سامي القرشي
أنياب النيابة
2020-08-12
يمكن تعريف التعصب بأنه شعور داخلي يدفع أحدهم للتشدد، فيرى نفسه دائمًا على حق والآخرين على باطل بلا حجة أو برهان، ويظهر هذا بصورة ممارسات متزمتة ينطوي عليها احتقار الآخر وعدم الاعتراف بحقوقه.
وأما التعصب الرياضي أو “الهوليغانز”.. فهي ظاهرة تطرف في الآراء والأقوال قد تمتد للأفعال لصالح ناد ضد آخر وعادة ما يكون ذلك مصحوبًا بالإساءة والسخرية والاتهامات والتجريح غير المبرر.
ما تقدم هو كلام الباحثين، أما نحن فما زلنا نبحث عن مخرج لكبح جماح التعصب في رياضتنا منذ زمن، وما زلنا نراوح مكاننا دون الحد الأدنى من النجاح، والذي يتمثل في منع التعصب الجماهيري والإعلامي من الانفلات وحصره حتى موعد تشييعه رفات.
التعصب بمفهومه الطبيعي وهو الانتماء مقبول دون التعرض للآخرين بالأذى والضرر، وهو ما لا ينطبق على وسطنا الرياضي الذي تجاوز فيه المشجع والبرنامج والرئيس وأحيانًا المشرع حدود التعصب المحمود إلى الطريق المسدود.
ولعل المشكلة في عدم قدرتنا على إيقاف زحف التعصب تكمن في ذهابنا بالعلاج إلى الأعراض التي تظهر على الجماهير في مواقع التواصل دون مكافحة مسببات المرض، فيما يطرح برامجيًّا ويطلق من قرارات هي السبب الرئيس في تحويل التعصب إلى وطيس.
كنت قد كتبت تغريدة ذكرت فيها أن جمع الماء ليس حلًّا لمنع تسربه، بل بتجفيف منابعه وهو ما يسري على التعصب، فالذهاب إلى الجماهير وقوف في الظل، ولكن تجفيف منابع التعصب في البرامج من مقدمين ومعدين ومطابخ القرار هو الحل.
بالأمس خاطبت النيابة العامة الجميع بضرورة الاعتدال وهي خطوة جيدة ومسؤولة بعد أن فشلت الجهات الإعلامية والرياضية في السيطرة على منسوبيها، ولكن بعد أن أصبح متعصبو الظاهر في المتناول للحساب فهل نصل إلى متعصبي الباطن ونقفل الباب؟
من يغذي التعصب الظاهر في برامجنا الرياضية يعدون على أصابع اليد، ولكن ماذا عن من يغذون تعصب الباطن بقرارات مكاتب مثيرة للوسط في اللجان ومطابخ المنافسة، وهو ما لا تسأل عنه النيابة العامة “تهاون” بقدر ما هي مهمة الجهات الرياضية رغبة “وتعاون”.
الرغبة في صناعة رياضة تنافسية سليمة تقف على ذات المسافة من الجميع هي البداية الحقيقية لوأد التعصب وإيقاف الانفلات، وهو ما نراهن عليه أنه في أولويات وزير الرياضة ورئيس اتحاد القدم ومشوار الألف ميل يبدأ بتنبيش المكاتب وتسليط “فار” يمحص ويراقب.
الأمر ليس معقدًا كما يعتقد الكثيرون، تعميم لقنوات وبرامج ومقدمين أنها للجميع دون تبنٍّ أو ميل، وعدم السماح للضيوف بالكيل وتوجيه لمكاتب ولجان وملعب وفار بالتشهير والعار، وحينها أضمن لكم رياضة سلام ودليل ومتمرد على التوجيهات النيابة به كفيل.