|


بدر السعيد
مصادرة الأمنيات
2020-08-16
في زحمة النزالات الكروية ومع اقتراب لحظات حسم الألقاب، يتوزع المتابعون في ترقبهم إلى فئات متعددة مختلفة الاتجاهات والرغبات.. فهناك من يتطلع لحصول فريقه على اللقب وهناك من يتطلع لحصول فريقه على موقع متقدم يسمح له بالمشاركة في بطولة القارة.. وهناك من يتطلع للهروب من الهبوط.. وهناك فئة تتطلع لدعم فرق لا تشجعها وأخرى تتطلع لسقوط أندية منافسة..
وهناك من تعددت أمنياته “الشخصية” في رغبة حصول فريقه على اللقب مع أمنية نجاح فرق محددة في المقعد الآسيوي وأخرى في تجنب الهبوط أو الوقوع فيه..
ومع هذا التنوع في الأمنيات يجدر بنا أن نحترم أماني الآخرين ورغباتهم طالما أنها لا تتجاوز حدود الأدب عند طرحها.. ولا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نستكثر على شخص أن يحدد رغبته، ناهيك عن تدخلنا المباشر في تحديدها والنيل منه إن خالف رغباتنا..
في زمن “تويتر” انكشفت لنا بواطن كثيرة كانت المجالس والهواتف تحتفظ بخصوصيتها فتحجب لنا كثيرًا من واقع سلوكيات المشجعين باختلاف ميولهم وتوجهاتهم ورغباتهم وأمانيهم.. في زمن “تويتر” أصبحت دائرة الاطلاع واسعة، بل هي أوسع من أن نشاهد أطراف محيطها بالكامل.. ومع اتساع ذلك المحيط اتيحت للجميع مشاهدة ردود الأفعال المختلفة والسلوكيات المتعددة لأنماط المشجعين والإعلاميين.. وبدلاً من أن يساهم ذلك في ترسيخ ثقافة الاختلاف واحترام الرأي الآخر فقد وجدنا العكس تمامًا، حيث حضرت الجدالات الواسعة والإقصاء الجائر لمجرد إظهار شخص ما لرغبته “الشخصية” البحتة التي عبر فيها عن أمنيته الخاصة به..
ولأن الحديث هنا عن الأمنيات فقد برز في الأيام الماضية جدل واسع يخص وضع نادي الاتحاد وما يعانيه من فرضيات قد يتسبب جزء كبير منها في هبوطه للدرجة الأولى.. وفي مثال الاتحاد شاهدنا وقرأنا فئة تستكثر على الآخرين رغبتهم في بقاء الاتحاد، فيما ذهبت مجموعة أخرى إلى تجريم من يتمنى هبوط “العميد”.. وبين المجموعتين هناك فئة متصالحة مع محيطها فهي لا تصادر رغبات الآخرين أياً كانت، لعلمها أن نتائج أي فريق لا تتحكم به الأمنيات فلا أمنيات محبيه ستبقيه ولا أمنيات كارهيه ستحكم عليه بالهبوط..
وحتى أكون أكثر وضوحاً فإنه يحق لك أن تحدد علاقتك من صاحب الأمنية وفقاً لأمنيته، ولكن لا يحق لك مصادرة تلك الأمنية أو التدخل في تغيير بوصلتها التي بنيت سلفاً على وقائع وأحداث ومواقف شخصية لم تكن شاهداً عليها بالكامل..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..