|


طلال الحمود
انهيار برشلونة
2020-08-16
عاشت مدينة برشلونة ليلة أشبه بالكابوس عقب الخسارة المذلة لفريقها المحلي أمام بايرن ميونيخ الألماني، وجحيم الأهداف البافارية التي أرسلت مدرب ولاعبي النادي الكاتالوني إلى المصيف مباشرة بعد موسم خال من الإنجازات، ما برهن على حال الانهيار التي أصابت ميسي ورفاقه في الموسم الحالي، قبل أن تبلغ ذروتها مساء الجمعة الماضي.
من يرى ردة الفعل في مدينة برشلونة وحال الحزن التي أصابت سكانها، يدرك أن الهزيمة تعدت مجال كرة القدم إلى الروح الوطنية الكاتالونية، والشعور بإهانة كبرى أمام الشعب الإسباني، خاصة أن هذه المدينة المتوسطية ارتبطت بألوان وشعار نادي برشلونة الذي قادت إنجازاته ملايين السياح لزيارة برشلونة، وشجعت رؤوس الأموال على القدوم والاستثمار في هذا الإقليم.
لم تكن مدينة برشلونة في السابق مهمة، قياساً على أهميتها الحالية وتأثيرها في الاقتصاد الإسباني، ما جعل أهلها يقودون حملة المطالبة بانفصال إقليم كاتالونيا عن المملكة دون النظر إلى تبعات فض الشراكة مع إسبانيا، والاعتماد على الاقتصاد المحلي الذي يشكل نادي برشلونة رافداً مهماً من روافده.
ليس مستغرباً حين تتحول مباراة كرة قدم إلى قضية مصيرية في مدينة مثل برشلونة، ما يجعل هذه الهزيمة النكراء باباً يقود للإطاحة بالمدرب والرئيس، وربما حتى تقليص الاعتماد على ليونيل ميسي وربما الاستغناء عن خدماته، إذ لا يمكن لبسطاء برشلونة أن يشاهدوا فخر صناعتهم يتعرض للتخريب بطريقة مهينة يصعب التغاضي عنها.
يتوفر الفريق الكاتالوني على مجموعة جيدة من اللاعبين، غير أن هناك اعتماداً على ميسي بات يزعج أنصار برشلونة، خاصة أن هذا اللاعب لم يعد مؤثراً بسبب تقدمه في السن، وغياب لاعبين مؤثرين كانوا إلى جانبه مثل تشافي وبيدرو والرهيب أنييستا، فضلاً عن التعاقدات غير المؤثرة للنادي في السنوات الأخيرة.
ستتعالى الأصوات في المدينة المتوسطية في الأيام المقبلة من أجل إحداث تغييرات جذرية حتى لو كانت على طريقة ريال مدريد في الاستغناء عن كريستيانو رونالدو وإنهاء مرحلته، من أجل الاستمرار بعيداً عن عقدة الاعتماد على الهداف البرتغالي الذي بدأ في موسمه الأخير أقل حضوراً، وربما تنازل أنصار برشلونة عن مشهد ميسي في الميدان لإنقاذ الفريق من حال الشيخوخة وإعادة تأهيله على خطى المنافس التقليدي.