|


هيا الغامدي
«يتغيّر الزمن» وتبقى الجودة ألمانية
2020-08-16
في تغريدة، تحمل الشقين السياسي والرياضي، كتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلماتٍ مغازلًا المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل بعد تأهل ليون وباريس سان جيرمان لمقابلة بايرن ولايبزيج، منها أن “فرنسا وألمانيا هما محرَّكا أوروبا”. الماكينات في مواجهة الديوك مهمةٌ صعبة نوعًا ما لفرنسا بالذات أمام الكاسحة البافارية، وقوتها الهجومية مع البولندي ليفاندوفسكي.
الألمان لا يعرفون الرأفة في كرة القدم مثل باقي شؤون الحياة، شعبٌ جلف صلف صارم عملي منضبط ملتزم، كرة القدم لديه آلة منتجة ومضخة، كلما قسوتَ أكثر، كان الإنتاج أضخم وأكبر. الكرة الألمانية تركيز صارم، تكتيك قوي، هجوم كاسح عنيف، أهداف غزيرة كتلك التي أمطر بها بايرن شباك برشلونة بالثمانية، ليحلَّ الغضب بكاتالونيا. سبحان مغيِّر الأحوال، قبل موسم فشلت الكرة الألمانية في الوصول بأي فريق إلى دور الثمانية في “الأبطال”، لكنَّ الألماني يورجن كلوب استطاع حفظ ماء وجه الكرة الألمانية بخطف اللقب مع فريقه الإنجليزي ليفربول، الذي أعاده من جديد إلى البطولات، محليًّا وقاريًّا.الكرة الألمانية تحضر بقوة في الدور نصف النهائي من “الأبطال”، وتحارب بثلاثة محركات في المربع الذهبي، فليك مع البايرن، ويوليان ناجلسمان مع لابيزيج، وتوماس توخيل مع PSG، وعلى الرغم من أن الدوري الألماني “بوندسليجا” ليس جاذبًا للكثير من نجوم الساحرة المستديرة، ومشجعي كرة القدم، إلا أنَّ الألمان يتميزون بأمور عدة، تجعل لهم “كاريزما” مختلفة، عملٌ دؤوب، اجتهادٌ، انضباطٌ، ودقةٌ في كل شيء، كما أن ألمانيا بلد خبير بكرة القدم، وله مذهب شبه منفرد من الصرامة والتنظيم غير المرن، والتفكير المستقيم البعيد عن العاطفة، والكرة التي تعتمد على القوة البدنية والأداء العالي.
2020 نقطة تحول مفصلية في تاريخ الكرة الألمانية التي واجهت الخيبات في 2018 و2019، أنديةً ومنتخبًا، فهذا الزمن هو زمن الألمان، زمن السطوة، والهيمنة، والنتائج، والوصول، وربما الألقاب. على الرغم من تعوُّدنا على وجوه شبه مكررة كل عام، يتقدمهم البرتغالي رونالدو مع مدريد ثم يوفنتوس، والأرجنتيني ميسي مع برشلونة، إلا أن كل شيء اختلف في موسم كورونا الاستثنائي، كذلك عادت للواجهة الجودة الألمانية الباقية على حالها مهما تقادم الزمن وتغيَّر، والهجوم على اللقب جارٍ مع ثلاث عقليات تدريبية في المربع الذهبي.
ويبرز البايرن الأعظم ترشيحًا للحصول على اللقب، كونه الوحيد بين الفرق الأربعة الذي حقق اللقب سابقًا، فهل يزيح الألمان ديوك فرنسا من طريقهم، ويتمكَّنون من الوصول للنهائي، ويصبح ألمانيًّا بحتًا، أم العكس؟! أعتقد أن الوقت قد حان لعودة الماكينات قاريًّا وعالميًّا “توقع خاص”.