|


د.تركي العواد
النصر وثمانية برشلونة
2020-08-16
يشبه النصر برشلونة بشكل لا يصدق بل إنهما يتطابقان عند الخسارة ليصبح كل منهما الوجه الآخر للآخر. عندما يخسر برشلونة يكثر العويل ويتهم الناس أجمعين.. يبحث عن عذر يعلق عليه خيباته. والنصر يعيش المعضلة ذاتها مع كل هزيمة وإذا لم يجد خصمًا واقفًا وسببًا فاضحًا اتهم الظلام.. انظر إلى الظلام حتى يستقر نظرك ولا ترى شيئًا هناك شبح يسكن الظلام كل همه هزيمة العالمي.
عندما خسر برشلونة الدوري اتهم الفار بالوقوف خلف فوز الريال ولم يناقش مشاكل دفاعه وسوء مدربه واعتماده الأزلي على لاعب واحد. عندما خرج الريال من دوري الأبطال قالوا إنها عدالة السماء. وجاءت هزيمة برشلونة بثمانية لتكشف مشاكله وتشرح واقعه. حكوا الرؤوس من يتهموا هذه المرة.. فقد اجتروا كل الأعذار وملت من خطابهم الأحجار والنتيجة أكبر من أن تُرمى على غريب.. الأفضل أن نصمت.. قد يجد مع الوقت جديد.
طبق النصر بالضبط فكر برشلونة عندما خسر من الهلال بالأربعة فحمل الأسباب لكل من له علاقة بتلك المباراة إلا الفريق فهو من الهزيمة براء.. انعدام العدل سبب البلاء. “عطني حقي يا أخي”.
الحكم والفار والاتحاد السعودي واللجان ووزارة الرياضة.. الكل ملام ويجب أن يقال. هناك شخص يعمل ضد النصر منذ خمسين عامًا لا نعرفه حتى الآن.. سيأتي يوم وينكشف المستور وتسقط الأقنعة. أصبحت الأسئلة تولد الأسئلة، من منع مايكون؟ من شغل رشاش الماء أثناء اللقاء؟ من حرم النصر ركلة جزاء؟ من أعاد الدوري ليخسر بطل الشتاء؟ من ومن ومن؟ ما هذا العناء؟
ألا تكلون ولا تملون من ترديد الأعذار.. ألن يأتي يوم تتحملون فيه مسؤولية نتيجة مباراة واحدة فقط وتناقشون المدرب واللاعبين والإدارة. أنتم تطرحون الأسئلة الخاطئة.. الأسئلة التي يجب أن يطرحها محبو النصر:
ما سبب سوء اللياقة؟
لماذاغادر مايكون ولماذا عاد قبل اللقاء بستة أيام؟
لماذا لم يلعب أحمد موسى من البداية؟
لن يقترب برشلونة من بطولات الريال.. ولن يقلص النصر الفارق مع الهلال .. فالمشكلة ليست في الفريق.. هناك مشكلة فكرية.
ما يجعل الفريق عظيمًا هو ردة فعله عند الخسارة.. نقد الذات هو دواء كل هزيمة.. هذا هو سر استمرار الهلال وبطولات الريال.