|


سعد المهدي
جبروت الكرة الألمانية
2020-08-17
سقوط برشلونة المدوي، أعظم من دروس انتصاراته العظيمة، بعضهم يعتقد أنه سيدخل على طرق وأفكار التحليل الفني مفاهيم جديدة، كما سيقدم لنا الحجة الكبرى على بعض مسلمات المتخصصين والجمهور، وربما لا يكون ما بعد هذه الكارثة الكروية العالمية كما هو قبلها، فما الذي حدث ولماذا وكيف؟ وهل سيتكرر؟
الانهيار في أي لعبه تنافسية واحد من أشكال السقوط المسبب وغير المسبب، تختلف ردود أفعاله ما إذا كان نتيجة فوارق قبل أو أثناء المواجهة، البرازيل انهارت أمام ألمانيا مونديال 2014م على أرضها، بكى الجمهور، وشعر اللاعبون بالعار، ونصب الإعلام للاعبين والمدرب واتحاد الكرة المشانق، وبعد فترة ليست بالطويلة عاد كل شيء إلى ما كان عليه؟
البرازيل ساحرة الكرة لكنها لم تعد أحد معاقله التي تصنع اللاعبين، وتستحدث خطط اللعب، أو تملك مسابقات محلية مهمة، أو تصدر المدربين الذين يجمعون بين الموهبة والفكر والاحترافية المتطورة، أوروبا سيطرت على كل الشيء في كرة القدم، ومواهب كل القارات أصبحت أندية أوروبا المشتل الذي يمكن أن ينبتوا ويترعرعوا فيه، وتتفتح فيه أزهارهم، فماذا يمكن أن يحدث في إسبانيا بعد زلزال البايرن؟
يصعب جدًّا على المنتج الإسباني الفخم والضخم أن يتعرض لمثل هذا التشويه، الأمر ليس من أجل برشلونة النادي ولا المقاطعة، بل لصناعة مزدهرة تساهم في الناتج الوطني، ففي عام 2013م حقق احتراف كرة القدم لإسبانيا 7.6 مليار جنيه إسترليني، سيحتاج برشلونة للكثير من الوقت والإصلاحات لترميم فريقه والأهم سمعته، إنما لا بد من دراسة ما يفعله الألمان هذه القوة المدمرة، ما أسباب الجبروت الكروي نفسية بدنية فنية خططية سادية ماذا؟
في مونديال 2002م تغلبوا على المنتخب السعودي 8ـ 0 وتم توظيف هذه الهزيمة للنيل من بعض الشخصيات والنجوم، ألمانيا بالهواة هزمت المنتخب السعودي بجيله الذهبي 6ـ0 في الأولمبياد لوس أنجلوس، حينها لم يكن أحد يريد أن يصطاد آخر، فمضت الخسارة دون ضرر أو فائدة، الألمان وصلوا ضربهم بقسوة منتخبات وأندية العالم، برشلونة آخر من يمكن الاعتقاد أن يكون من ضحاياهم لكنهم فعلوا 8ـ2، هناك ما يجب دراسته لفهمه ومعرفة ما يمكن الاستفادة منه.
الرئيس التنفيذي للبايرن النجم السابق رومينيغه قال: “بعد المباراة كنت في غرفة خلع الملابس ولم يكن هناك احتفال ولم يفقد أحد صوابه”، أنا أعتقد أن ذلك هو ما يجعل ضحاياهم يفقدون صوابهم.