|


عيد الثقيل
مفاجأة الشاب الصامت
2020-08-26
وقد تبقت خطوة واحدة تفصل الهلال عن تحقيق لقب الدوري ليلحقه بكأس آسيا ومشاركته العالمية، إضافة لوصول الفريق لنصف نهائي كأس الملك، لا بد هنا أن نتوقف كثيرًا عند العمل الذي يقدمه الشاب الذي يظهر لأول مرة على الساحة الرياضية فهد بن نافل.
ابن نافل الذي لم نعرفه في الوسط الإعلامي سابقًا سوى برجل الوليد بن طلال، الذي يقدم الدعم المادي من خلاله في زيارات رسمية للنادي في عهد رؤساء سابقين قدم لكرسي الرئاسة، وهو لا يحمل داخله سوى العلم الذي تلقاه خارج المملكة في كبرى الجامعات والخبرة الإدارية التي تعلمها من رجل المال والأعمال الوليد بن طلال، وهذا ما توقعناه فلم يكن الملتصق بهلاله ولم يظهر قبل ذلك في وسائل الإعلام ليطرح أفكاره، إلا أنه منذ البداية أثبت معرفته الكبيرة بكل تفاصيل الهلال خلال الأعوام الماضية، ومنذ اختياره لأعضاء مجلس إدارته والإدارة التنفيذية في النادي إلا دليل على ذلك.
اختار فهد المفرج عضوًا في مجلس الإدارة، ليبعده عن إدارة الفريق الأول لكرة القدم بعد سنين وأعوام من الانتقادات الجماهيرية لهذا النجم وتحميله كل إخفاق يمر به الفريق، وأحل بدلاً منه اللاعب الخبير والقريب من اللاعبين سعود كريري.
تلك الخطوة كانت المؤشر الأول لمعرفته بأحوال فريق كرة القدم واطلاعه على التفاصيل، فلم يضحِ بالمفرج الإداري الرائع وضمه لمجلس إدارته، وجعله عينه على فريق كرة القدم، وفي الوقت ذاته حل هذه المشكلة الجماهيرية التي صاحبت مسيرة المظلوم فهد خلال إدارته للكرة.
ابن نافل تعامل مع كل الملفات بثقافة إدارية عالية بعيدًا عن ضغوط جماهيرية، وبعيدًا عن الإعلام، وما دخوله في مناقصة ملعب جامعة الملك سعود وتقديمه للرقم الذي يراه إداريًّا واقتصاديًّا بالمجدي إلا دليل على ذلك، فلم يزايد بالأرقام تحت ضغط جماهير ناديه، وتعامل مع الملف بصمت، كما تتعامل الشركات مع أي مناقصة، في المقابل أثبت ابن نافل أنه وصل لكرسي الرئاسة وهو متشرب لثقافة ناديه سائرًا على خطى الرؤساء الكبار والذهبيين لناديه، فلم يهضم حق أحد ولم يتفرد بتحقيق المنجز الهلالي الأعظم والحلم الكبير الذي راود أنصاره بتحقيق الآسيوية المستعصية والمشاركة في بطولة العالم، فقدم كل من سبقه ونسب لهم الفضل في وصول ناديه لما وصل إليه.
نفرح حقيقة حين تكسب رياضتنا مثل هؤلاء الشباب بثقافتهم العالية وفكرهم النير الجديد، فمثل هذا الرجل ليس إضافة لهلاله بل هو إضافة لرياضتنا السعودية.