|


هيا الغامدي
«رزق» الهلال «بيئته الجاذبة»
2020-08-27
يُقصر بعضهم مفهمومه للرزق على المال/ المادة فقط، متناسيًا أنه منحة إلهية عظيمة يهبها لمن يشاء.. وهو جميع ما أنعم الله به علينا من نعم ظاهرة وباطنة، فالمال رزق والسعادة رزق والتوفيق رزق والهلال أيضًا “رزق” ورزقه بيئته المثالية الجاذبة، سر من أسرار تحقيق البطولات والإنجازات والسمعة الطيبة..
سنوات طوال والهلال هو نفسه تغيرت الإدارات والفكر التدريبي ونوعيات اللاعبين والمنتج واحد، ما يدل على جودة العمل الذي أخرج منتجًا بمواصفات خاصة، بيئة عنوانها اللمّة العائلية، فلا غريب ببيت الهلال لاعبًا كان أو مدربًا طالما أن الشعور الإنساني أساس العلاقة والتقدير/ الاحترام والدعم والحب والايجابية، رئيس، مدرب، لاعبون “بيت واحد”، تلك بيئة الهلال العامل الأساسي بتحقيق الطموحات وشغف اللاعبين، فكم هو جميل شعور العائلة الواحدة التقارب والتآلف والاجتماع، التقارب يقوي روابط العلاقات ويحقق الانسجام والهارموني والكيمياء الإيجابية.
المتأمل لنجوم الهلال ماضيهم وحاضرهم يجد مدى القرب/ الارتباط الكبير حتى لمن غادر وبقي الهلال عالقًا به ذهنيًّا وعاطفيًّا، بقي وفيًّا مع النادي بالحضور والتشجيع والدعم، فالذكريات الجميلة أعظم ما يخلفه الإنسان من ورائه بعد الرحيل.. بيئة الهلال صحية “نظيفة” خالية من الملوثات والسموم والأحقاد مع اللاعبين والمدربين.. الهلال بتعامله مع الجميع “لاعبين/ مدربين” قرب المسافات بين المحترفين وبدد شعور الاغتراب لديهم، والإنسان حينما يجد الارتياح والدعم بمحيطه يبدع ويتفوق ويخرج أفضل ما لديه.. التعامل الإنساني أفضل من المادي.. وهناك أندية تدفع الملايين وتجلب أبرز المحترفين لكن تفتقد التعامل السلس وتتعامل معهم كالآلة المنتجة فقط.. والمتأمل لوضع محترفي الهلال من الداخل/ الخارج يستطيع تلمس مدى الألفة/ اللحمّة وكأنهم تدرجوا ونشؤوا بالنادي، الدعيع إخوان وياسر القحطاني الأبرز..
بيئة الهلال لا تخرج مدربًا منفعلاً ولا لاعبًا متشنجًا أيًّا كان حجم الاستفزاز.. أعجبني تعامل رازفان المطرود بمباراة الفيصلي من الحكم العالمي، المدرب تعامل مع الحادثة بذكاء انفعالي تحدث بهدوء وانتقد بعقلانية ولم يخرج عن الخطوط الحمراء.. تعامل الرئيس فهد بن نافل السلس القريب من اللاعبين حضوره الصامت قولاً الطاغي فعلاً هو من يتحدث عن جودة العمل، تلك بيئة الهلال وخير الرجال لا من قال بل من فعل.. تعلموا من الهلال كيف تُصنع البيئة الجاذبة للمحترفين لتدركوا حقيقة رزق الهلال بيئته الجاذبة، والعكس مع البيئات الطاردة/ المنفرة التي تخلف من ورائها المشاكل والإشكاليات والشكاوى والكراهية والسمعة السيئة عن دورينا وأنديتنا.