|


رياض المسلم
سهام مشاعل تصيب الإعلام
2020-08-28
بعين واحدة، تحقق الرامية مشاعل العتيبي أهدافها بسهام حادة النصل، تنطلق لتجعل علم بلادها المملكة العربية السعودية يرفرف على منصات الإنجاز، عشقت اللعبة الصعبة صغيرة، وحرمت المشاركة الدولية لعدم إدراج العنصر النسائي في المنافسات المحلية، لم تيأس لتواصل رمي السهم تلو الآخر لعله يأتي يومًا، ويصبغ اللون الأخضر عليه، فتبدل حلمها واقعًا..
انطلقت مشاعل أسرع من سهامها صوب أول ميدالية نسائية ذهبية في العام 2018 لتكون الأولى في تاريخ اتحاد السهام، وتكرر الإنجاز في العام الذي يليه عربيًّا، وحاليًا تبحث مع زميلاتها عن منجز جديد.
بعض الصحف لا تلقي اهتمامًا بتلك الإنجازات فتدرجها تحت بند “غير الجاذبة”، ولكنها تروّج الأخبار “الكاذبة” فهي من يرفع نسبة التوزيع، والمسؤولون عن الأقسام الرياضية لا يكلفون أنفسهم عناء الطلب من الصحافيين توثيق أخبارهم من باب المهنية، فيحرمون المحامين التمتع بالإجازات الطويلة..
لن أذهب بعيدًا في انتقاد الصحافة الرياضية، فلقد تأسس بعضها على اللون الأصفر والبحث عن الإثارة، فسوقها مربح، غاضين البصر عن الخسائر، فالفكر الذي يديرها هو ملاحقة الفضائح والإشاعات أكثر من ما فعله عادل إمام وسمير صبري، فكانت كرة القدم مسيطرة على المشهد العام، ولا نلومهم، ولكن هل يعقل أن تغفل إنجازات رياضية وطنية مهمة في الألعاب الأخرى بحجة أن القارئ لا تجذبه مثل تلك القصص..
الإعلام الرياضي بكافة وسائله من يجب أن يقود المتلقين وليس العكس، وإلا لبات برنامجًا لما يطلبه المستمعون، فالمنطق يفرض تقديم مادة مهنية تحكي قصص هؤلاء الأبطال ومنجزاتهم حتى إن قلب الملايين من القراء الصفحة أو عملوا “سكيب” عليها، أو بدلوا القناة، أو أغلقوا المذياع، فإنه عل الأقل سيتوقف عندها الآلاف، ويوم عن يوم سيرتفع عدد المتابعين والمتابعات لتلك الأخبار لحين يدرك الوسط الرياضي بأهميتها.. فهذا الواجب الذي تفرضه المهنة، تثقيف القراء وليس تعتيم الأبطال..
كرة القدم متنفس، ولكن أكسجينها قد ينقص، ومن الممكن أن يتحول إلى ثاني أكسيد الكربون، فيخنق مجتمعها..
ليس الأمر على الإعلام فقط، بل حتى وسائل التواصل الاجتماعي نقلت لها العدوى، فخبر مشاعل العتيبي وإنجازاتها يضيع بين قصة ملاحقة إحدى حمقاوات إعلام المجتمع “قطتها” في حديقتها الفاخرة.. أي عالم ننتمي له..
فخورون بسهام مشاعل، وقفاز محمد، وجلة خالد، وكل لاعب أو لاعبة سعودية هدفه رفعة اسم بلادنا عاليًا، فإن لم يحظوا بتقدير إعلامي، فإن الوطن لا ينسى أبطاله..