|


طلال الحمود
أملاك عامة
2020-08-29
عاش أنصار كرة القدم الإنجليزية صيفاً ساخناً على وقع مفاوضات صندوق الاستثمارات السعودي للاستحواذ على نادي نيوكاسل، ومع أن القرار جاء من الرياض، إلا أن ردة الفعل أتت من عشاق النادي العريق من خلال توجيه انتقادات لاذعة إلى رابطة الأندية الإنجليزية المتسببة في تعطيل صفقة الاستحواذ دون سبب واضح.
ويبدو أن تعثر الصفقة حال دون موسم مزايدات محلي على شبكات التواصل الاجتماعي، إذ إن الاستحواذ على نادي نيوكاسل، كان يعني بالضرورة تدخل نشطاء “تويتر” في تحليل شخصية مدرب الفريق، والبحث عن علاقة محتملة تربطه بالجيش الأحمر الإيرلندي أو منظمة إيتا الان فصالية، وربما يطالب هؤلاء الناشطون بتعيين مدرب سعودي لنيوكاسل بدلاً من المدرب “الخواجة” لضمان الولاء وتحصين النادي ضد الدخلاء، وربما أيضاً يشن بعضهم حملة في مواقع التواصل ضد الجناح الأيسر للفريق، بحجة نشاطه اليساري في الملعب، تمهيداً للمطالبة بتعيين جناح أيمن سعودي في خانته.
ويكفي أن يرد اسم السعودية في مشروع خاص حتى تنطلق حملات “التنمر” الإلكتروني للتدخل في إدارة العمل وتحديد مخرجاته والمطالبة بطرد “الأجانب” بطريقة تبرهن على استخدام هؤلاء للوطنية في غير موضعها، من أجل التوغل في مؤسسات ومشاريع ناجحة لإفشالها بطريقة عبثية، وفي أحيان كثيرة تعمل بعض القطاعات أو المشاريع في الخارج بطريقة جيدة، ومن أسباب هذا أن بعض الناشطين في وسائل التواصل لا يملكون معلومات عن تفاصيل العمل في داخلها، خاصة أن بعض المغردين على استعداد للمطالبة بطرد العمال الأجانب من مطعم فول يملكه مواطن سعودي في جزر “الواق واق”، تحت مبرر “السعودة” وقطع الطريق على الأعداء.
في الإعلام تظهر التدخلات في أبشع صورة، إذ تتحول الحملات ضد الإدارة السعودية لمؤسسات الإعلام في الخارج، إلى التدخل في أسلوب التحرير واختيار فريق العمل وتحديد أهمية الأخبار، بطريقة تثير البلبلة حول الوسيلة دون النظر إلى دورها في تحقيق الهدف، وبعيداً عن المبالغة لو وجد هؤلاء المغردون يوماً فرصة للتدخل في عمل الاستخبارات، لفعلوا وأعاقوا نشاطها تحت مبرر “السعودة” وعدم الاستعانة بالأجنبي حتى لو كان مصدراً للمعلومات.
ما يقوم به “محتسبو” تويتر أقرب إلى العبث الذي يسعى لهدم مشاريع سعودية عملاقة في الخارج، من خلال التدخل لمنع المؤسسات الإعلامية مثلاً من تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها، تحت مبرر الـ”سعودة” التي يجب أن تبدأ من المذيع مروراً بالمحتوى، وصولاً إلى توجيه الاهتمام بالكامل نحو الداخل والانكفاء على الذات.