|


تركي السهلي
قوّة التنوّع
2020-09-01
مُخطئ من يتعامل مع الإعلام الرياضي السعودي على أنه مجرّد تجاذبات بين أطراف يجب ضبطها. ومخطئ من يظهر ويطرح عبر القنوات الرسمية وغيرها دون أن يكون له رأي أو موقف واضح.
القفز بين الأغصان مسلك القرود بينما لا يبدّل الذئب صفاته وإن أدّى ذلك إلى أن يأكل يده. وفي كٌلّ الأحوال، فإن المحتوى اللفظي والفكري المحلّي في كًرة القدم بالذات يمتاز بالقوّة وإن كان من يقف عليه من بعضهم يشغله التفكير في أي الأماكن يقف وعلى أي سارية يميل، وهذه هي مشكلتنا الكُبرى الواجب التخلّص منها على نحو عاجل.
الوعي الشديد بالدّور الصحفي الوطني وتقديره التقدير اللازم هو ما نحتاجه الآن، ولا يمكن أن نقول إننا نريده وفق هذا الإطار أو ذاك، وإن علينا أن نخُرجه بناءً على طريقة وأخرى. هذا خطأ شنيع سيفقدنا قوّة التنوّع الناعمة الطاغية على المشهد الواقفة في وجه كُل من يُخطط لزعزعة الداخل والاصطياد في مستنقع التفرقة، وزرع حالة التشكيك والخوف واستغلال الارتعاد أمام التقدّم في اتجاه كامل المساحة. لا للخشية من الصوت القريب وحين الموت لن ينادي عليك أحد.
إن الفضاء الواسع ميزة علينا استثمارها لا الارتباك أمامها، كما أنه من غير المقبول أن يأتي من يضّيق ما لدينا من اتساع وتأثير لأنه يرى بأن مكاسبه الخاصة ستتأثر أو ربما يحدث الفقدان لها، فيبدأ في رسم الخطوط من منظور فرديّ لا انتفاع جمعيًّا من ورائه. ليس هُناك من ضرر أكثر على الجماعات من فرد مُتمكّن مصلحي لا يتحرّك إلاّ بناءً على مكاسبه الخاصة وأهدافه الشخصيّة.
والمؤسسات الكُبرى لا بد أن تحكمها الشفافية. كما أن وضع الحواجز في طريق صاحب الرأي أو حتى من له حاجة أو لديه مظلمة من قبل الخائف على مسافته من التحجيم حين الوصول إلى من بيده الشأن لأمر مُحبط يُسهمُ في تعثّر الخطوات وانطفاء نور الأمل. الإنصات الجيّد مثل الكلام المحمود وكلاهما لا يصدران إلا ساعة إجادة.
ومع كل ما يدور في ساحتنا الرياضية فإن الانفلات يحدث والابتعاد عن الكتلة الواحدة يقع أحياناً، لكن هذا لا يعني المنع والتضييق وإغلاق الأبواب في وجه من أخذته الحماسة إلى منطقة غريبة، وإلا لأصبحنا أسرى لحالة التصنيف، وستصبح أحكامنا على بعضنا مبنية على أرضٍ صغيرة جداً.
إن ألواننا المتعدّدة لا تعني تشتت القلوب ولغتنا الحادة لا تؤخذ على أنها منطلق نفي.