|


هيا الغامدي
«الممر الشرفي».. وأخلاق الفرسان
2020-09-03
انتشرت فكرة الممر الشرفي بالأساس من خلال الكرة الإسبانية، وهو تقليد إسباني معروف حتى خارج كرة القدم، وهو نوع من الإشادة الرمزية وهو تقليد عرفي غير رسمي وغير إلزامي وليس معتمدًا..
وقد جرت العادة بعمل مثل ذلك للفريق الفائز مع أول لقاء رسمي بعد التتويج، وهو من السلوكيات الأكثر احترامًا وتبادلاً بين عناصر اللعبة لاعبين مدربين ونجومًا على ضرورة إظهار الاحترام للمنافس مهما كان لبث روح المنافسة والروح الرياضية في نفوس الجماهير والمساعدة على تقويم المجتمع..
الرياضة قبل أن تكون تنافسًا محمومًا بين الأندية وفوزًا وخسارة أهداف وأرقام، الرياضة أخلاق حب سلام تقارب وتآلف بين الشعوب وبعضها والفرق وبعضها.. لكن هل الجميع يفعل ذلك؟! بالطبع تختلف أخلاقيات الفرق باختلاف الأهداف أو الموقع أو الإدارات أو شكل ومحتوى التنافس وتاريخ العلاقات، مثل هذه المبادرات التي هي عادة أوروبية أساسًا للفرق المتوجة بالبطولات المحلية، هناك من يلتزم بها ويرحب ويبادر بالأساس، وهناك العكس من يرفض ولا يتقبلها “قناعات ذاتية”، خاصة إذا كان هناك نوع من التنافس المحموم أو العلاقة السيئة المتوترة أو العداء والكراهية، وعادة تكون بين فرق دولة أو منطقة بينهم تنافس كبير كالديربي أو الكلاسيكو لدواعي التعصب لا أكثر.
في موسم 2017ـ 2018 بعد ما حسم برشلونة الدوري الإسباني مبكرًا، قام فريق ديبرتيفو لاكرونيا بعمل ممر شرفي له، وكان الجميع يتوقع من ريال مدريد نفس الأمر لكنه لم يفعل.. والأسباب معروفة!
محليًّا أحيي فريق الوحدة الذي ينوي عمل ممر شرفي لشقيقه الهلال الذي حسم لقب دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين قبل نهاية الدوري بجولتين الجولة 29، وهي بادرة حضارية جميلة إن دلت فتدل على الروح الرياضية العالية وأخلاق الفرسان لكبير “مكة المكرمة” شرفها الله، وبالمناسبة أهل مكة هم أهل الكرم والحفاوة والاستقبال وغير مستغرب عليهم مثل تلك الأخلاقيات النابعة عن روح إيجابية حضارية، والشكر للإدارة التي تقدم عملاً يستحق التقدير هذا الموسم، يكفي وصول الفرسان للترتيب الرابع وقبلها الثالث والنتائج الفنية الرائعة هذا الموسم مع المدرب المقال الأوروجوياني دانيال كارينيو الذي قدم عملاً ذا هيبة يستحق التقدير، بعد تخبطات المدرب السابق ماريو سفيتانوفيتش، وأتمنى لهم التوفيق بقيادة الوطني عيسى المحياني، وأن يقدم نفسه بشكل جيد كمنتج سعودي جديد بعالم التدريب والوصول لأبعد مستوى قاريًّا وعالميًّا.