|


بدر السعيد
ليلة النسخة الأقوى
2020-09-05
قبل أكثر من عام من الآن وفي تاريخ الحادي والعشرين من أغسطس تحديداً، نشرت وكالة الأنباء السعودية “واس” خبراً نمطياً يعنى بموعد بدء منافسات الدوري، لكنها هذه المرة وصفته بـ “النسخة الأقوى” من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين..
كانت العبارة تعبيراً يصف أحداثاً متوقعة عطفاً على ما بذلته الدولة من دعم للأندية المنافسة على مدار عامين.. كان الوصف في نظر بعضهم إبهاراً يسبق تقديم المنتج واجتهاداً في تلميع ذلك المنتج.. بينما كان يمثل لبعضهم الآخر وصفاً منطقياً عطفاً على المعطيات التي سبقت هذه النسخة بكل ما تحمله من قدرة وقوة وندية .. وبعد عام من الخبر وقبل ختام “النسخة الأقوى” بجولتين كان الواقع الملموس يصادق على ذلك الوصف، بل يجده الأنسب لمحاكاة كل تلك الإثارة..
في أمسية الجمعة الماضي حضرت الجولة قبل الأخيرة من “النسخة الأقوى” لتثبت صحة ذلك الوصف.. ثمانية لقاءات في ذات التوقيت لا يوجد بينها أي لقاء هامشي.. ثمانية لقاءات شهدتها الرياض ومكة وجدة والدمام والأحساء وأبها والقصيم والمجمعة انطلقت بصافرة واحدة واختتمت بثماني صافرات.. ثمانية لقاءات كانت تعني الكثير لملايين المتابعين داخل وخارج حدود الوطن.. يحدث كل ذلك الكم من الإثارة على الرغم من أن لقب البطل تم حسمه قبل جولة..
في أمسية الجمعة الكروية كانت المتعة في أوجها والجميع يترقب نتائج “جميع” المباريات التي كانت ستحدد مستقبل كثير من الفرق في المشاركة الآسيوية والهروب من الهبوط، وسط فارق نقطي متقارب جداً جداً.. في ذلك المساء استمتعت بمتابعة دورينا بطريقة لم أعشها من قبل من حيث الكم وليس الكيفية.. في ذلك المساء أدركت أن من وصف هذه النسخة بالأقوى كان على حق..
بقي أن نشكر كل جهة وكل مسؤول قدم البذل والجهد ليصل دورينا إلى هذا القدر من “الإثارة الميدانية” الحقيقية.. الإثارة التي ستبقى هي الرهان القادم على تسويق منتج رياضي ضخم هو الأفضل في الشرق الأوسط حتى الآن.. وأعني بذلك الرهان على الإثارة داخل الملعب ولا غيرها.. أما الرهان على إثارة يصنعها ضجيج بعض البرامج التلفزيونية والإذاعية والتغريدات المشوهة والتصاريح المتشنجة فهي مضيعة للجهد والمال وحرق للأعصاب.. فمعادلة الإثارة يا كرام تبدأ من الإعداد الفني الناجح والاستقطاب العناصري المتميز، وتزدهر بالقيادة الإدارية والمالية المتقنة وتنتهي بترجمة كل ذلك إلى بذل داخل الميدان الرياضي والميدان فقط..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..