|


تركي السهلي
الوزير النشط
2020-09-05
يجول الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة والشباب هذه الأيام في بعض مناطق المملكة للوقوف على منشآت، والالتقاء بالشابات والشباب. وكل الصور الواردة من رحلة الوزير في نجران وجازان وعسير والباحة تُعطي حكماً قاطعاً بأن الرجل يعمل بنشاط ويؤسس لمرحلة سعودية مقبلة تعمل على شقّي التمكين والتجهيز.
والأيّام الآتية تحمل الكثير من التباشير وفيها نرى السعي نحو احتواء كُل المكوّن الشبابي البالغ قُرابة ستين في المئة من مجمل عدد السكان، ودفع المجتمع بأكمله إلى أن يكون من أكثر شعوب المنطقة تأثيراً في المحتوى الرياضي.
صحيح أننا مقبلون على تقديم ملفّات لتنظيم بطولات قارية وعالمية ونحتاج إلى ملاعب وكوادر مؤهلة في التنظيم، لكننا في الأساس نبني جيلاً من القوّة الناعمة في مجالات متنوّعة منها الرياضي الأكثر تأثيرًا في إحداث سمعة كبيرة عن الشعوب وتقديم حكم حسن عنها.
وبالنظر إلى مؤشر القوّة الناعمة الدولي الأخير فإن السعودية تحتل المرتبة السادسة والعشرين متفوّقة على دول مثل البرتغال والأرجنتين وكرواتيا وتركيا. والمؤشر يقيس إدراك السكان والخبراء وأداء الدول في مجالات التجارة والأعمال والثقافة والتراث والإعلام والهويّة الوطنية. والرياضة هي عصب المؤشرات وقياس أدائها، خصوصاً من جانب تصدير الهويّة المحلية لكل دول العالم.
إن وجود المملكة على خارطة المسابقات الدولية لهو مشروع العمر بالنسبة لنا، وعلينا أن نأخذ بيد الحكومة في هذا التوجّه وأن نبارك كل الخطى الرامية إلى ذلك. ولنكن على يقين أنه متى ما أصبحنا كذلك فسيعرف العالم عن هويتنا ما لم يعرفه في أي مجال آخر من قبل.
اليوم ونحن نتوجّه إلى إعادة مفهوم تقديم مسابقات تنبع من تراث الأمّة مثل الإبل والصقور والخيل، فإننا في الواقع نرسم صورة مختلفة عن كون تلك الرياضات مجرد اهتمام فقط، ونأخذ الأمر إلى أبعد من ذلك، والحق أن أداء الأندية الخاصة بذلك بدا عملاً متسارعاً وفق أعلى المعايير التنظيمية، ومع ذلك يبقى لنا المزيد لنقدّمه.
ومع الاتساع الجغرافي لمساحة البلاد البالغة أكثر من مليوني كيلو متر مربع، وعدد سكان يقترب من 34 مليون نسمة وتنوّع شديد في التكوين البشري، وبيئة خاصة بكل منطقة من المناطق الثلاث عشرة فإننا أمام طريقة تعاطي يجب أن تكون مختلفة ترتكز على الاستيعاب الكامل لمعظم المكوّنات والتقاط جميع الميزات الخاصة وتوظيفها التوظيف السليم في مسيرتنا الكبرى نحو منجزاتنا المُنتظرة.. تحية لوزير الرياضة على هذا الجهد وأمامه الكثير.