|




منصور ناصر الصويان
مشكلات الكرة السعودية «3» قلة عدد المدربين الوطنيين
2020-09-06
في كرة القدم السعودية يعتبر وجود المدرب الوطني في الأندية ضعيفًا أو محدودًا، ولا تمتلك الأندية السعودية في مجملها الصبرعلى المدرب المواطن وتمكينه من العمل بصلاحيات كاملة ولفترة طويلة أو مناسبة، وفي المقابل تستعين الأندية السعودية بمدربين غير سعوديين وتمنحهم الفرصة للعمل حتى ولو لفترات ليست بالطويلة، حيث بينت إحدى الدراسات أن 83 في المئة من الأندية السعودية تستعين بمدربين غير سعوديين من ذوي الخبرة في العمل في المنطقة بعيدة عن المؤهلات ونوعيتها، وهذا فيه دلیل على أن الأندية تدرك أهمية تكيف المدرب مع البيئة الاجتماعية المحيطة.
في أوروبا الإحصاءات حتى 2016 تبين أن ألمانيا تمتلك أكثر من 12500 مدرب يحملون شهادة التدريب الاحترافية Pro، فيما تمتلك إسبانيا أكثر من 2400 مدرب يحملون الشهادة ذاتها، بينما في السعودية لا يتعدى عدد من يحمل تلك الشهادة 30 مدربًا.
السؤال المهم: لماذا نحتاج إلى المدرب السعودي..؟ هناك العديد من العوامل التي تؤكد الحاجة لوجود المدرب السعودي على ساحة التدريب المحلية من أهمها: إن تفاعل المدرب السعودي مع اللاعب مباشرة يزيد من الاستعداد الذهني والبدني للاعب ليصل للأداء الأمثل، كما أن قدرة المدرب السعودي على التحفيز وتعزيز الثقة لدى اللاعبين ترفع مستوى التركيز على اللعب، إضافة إلى أن درجة التواصل بين المدرب السعودي واللاعب أكثر سهولة عنها مع المدرب الأجنبي، الأهم من ذلك كله أن المدرب السعودي على دراية بجميع جوانب سلوك وشخصية اللاعبين المحليين ومعرفة الأبعاد الاجتماعية لهم، وهذا من وجهة نظري يجعل المدرب السعودي أكثر فاعلية مع الفئات السنية الصغيرة.
وفي الواقع أنه مهما اكتسب المدرب السعودي من خبرات وتجارب فإن بقاءه داخل المنظومة الرياضية المحلية مضمون، وبالتالي المحافظة على هذه الخبرة، في حين أن المدرب غير السعودي أو “الأجنبي” نجده سوف يترك البلد في أي لحظة.
عند النظر إلى المدربين السعوديين بنظرة إيجابية، وعلى أنهم فاعلون ويمكنهم إحداث التغيير المنتظر في حال الاعتماد عليهم، فإن هذا يسلط الضوء على الحاجة إلى تمكينهم وإعطائهم الثقة والمساحة من العمل والنظر إلى كافة احتياجاتهم، وحث إدارات الأندية على تبني المدربين السعوديين ودعمهم من خلال العمل في الفئات السنية للمدربين المؤهلين والحاصلين على الشهادات المهنية المناسبة، عنئذ يمكن التغلب على نقص وجود المدرب السعودي في الساحة والتغلب على هذه المشكلة التي تعاني منها كرة القدم السعودية منذ عقود.