|


فهد الروقي
فرحة الكبار
2020-09-11
أسدل الستار على الموسم الاستثنائي وحقق كبير القارة لقبين نادرين في موسم واحد، وهو بلا شك موسم “استثنائي” بالوقائع وليس بالعبارات الإنشائية الرنانة في نسق ثقافي لمجموعة تعشق تضخيم ما لها، حتى إن كان “قشة” في مهب ريح تتحول إلى عقاب “سيّد الجوّ” بعبارات جوفاء.
نعم هو الموسم الاستثنائي كمسمى كأس ودوري، حيث يحمل اسم ملهم الشباب وقائدهم وعرّاب الرؤية ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، وهو موسم استثنائي زمنًا، فكل الدوريات السابقة تستمر لنصف عام وقد تزيد قليلاً، في حين أن هذا الموسم استمر لعام ونيّف.
هو موسم استثنائي بعد أن جمع فيه الهلال دوري أبطال القارة مع الدوري السعودي لأول مرة، وهو الفريق الوحيد الذي حقق هذا المنجز.
هو موسم استثنائي فقد كسّر الزعيم جميع الأرقام القياسية، حيث حقق رقمًا قياسيًّا في عدد النقاط “72 نقطة” وهو الأكثر فوزًا “22 انتصارًا”، وقد فاز على جميع فرق الدوري وسجل بها، وهو الأقوى هجومًا والأقوى دفاعًا، بل إنه حقق رقمًا قياسيًّا بعدد الأهداف المسجلة في موسم واحد “74 هدفًا” كل هذا في “30 مباراة”.
كل هذه المعطيات والأرقام القياسية تعامل معها الهلاليون بهدوء تام دون ضجيج أو مبالغات صاخبة، واقتصرت الفرحة في الشأن الأزرق فقط، فلم نر تجاوزات أو إسقاطات واختفت “حركة الدودة” أو “إشارة أبو جلمبو” و كانت التصاريح الرسمية متزنة وحكيمة.
إن النسق الثقافي الأزرق طوال تاريخه يعتمد على الاحتفال الراقي الذي يظهر الفرحة بالمنجز فقط دون النظر للمنافس أو لغيره، ولو حدث في يوم ما تجاوز من طرف رسمي أزرق بهذا الخصوص، فالهلاليون أول من يستنكرون تجاوزه ويرفضون الفعل وأحيانًا الفاعل إن استمر في ذلك، في حين أن بعض الثقافات تعتمد اعتمادًا كليًّا على “الانتقاص” من الآخر والتشمت به، ولو لم يحدث ذلك فالفرحة لم تكتمل.
هذه الثقافة الهشة مبنية على مركبات نقص عديدة ومخلفات أزمات نفسية ترسخت سنوات عديدة، وهي سنوات ضياع وحرمان لا تليق ترسيخًا ولا ثقافة بالفرق الأبطال في كل أصقاع المعمورة.

الهاء الرابعة
إِنِّي امرؤٌ لا يَردُّ الخَوف بادِرَتِي
ولا يَحِيف عَلَى أَخلاقِيَ الغَضَبُ
مَلَكتُ حِلمي فَلَم أَنطِق بِمُندِيَةٍ
وصنتُ عِرضِي فَلَم تعلَق بِهِ الرِّيَبُ
ومَا أُبَالي ونَفسِي غَير خاطِئَةٍ
إِذا تخَرَّصَ أَقوامٌ وإِن كَذَبُوا