|


منصور ناصر الصويان
مشكلات الكرة السعودية 4 تكنولوجيا التدريب
2020-09-13
مع مرور الوقت تتغير الأدوات المستخدمة في التدريب وتتطور بشكلٍ متزايد، وفي وقتٍ مضى كان التدريب يتطلب أوراقًا كثيرة وجهودًا مكثفة قبل وبعد التدريب من المدربين واللاعبين.
البيانات التي يتم أخذها من خلال الملاحظات المباشرة للمدرب وتسجيلات الفيديو، التي يتم تحويلها وتجميعها في مخططات ورسوم بيانية تمثل أداء اللاعب ساعدت المدربين كثيرًا. بعد التدريب في العادة يعمل المدرب واللاعب معًا لمناقشة الآثار والاستجابات للتدريب، وكذلك الآلام العضلية والاستجابة الذهنية حول الأداء في التدريب أو المباراة. كان ذلك النظام المرهق هو المتعارف عليه والمعمول به حتى وقتٍ قريب.
إن ظهور تقنيات التدريب المتقدمة شكلت تحولاً كبيرًا في استراتيجيات التدريب وطرقه المتعددة أثناء الممارسة أو بعدها، لقد أحدثت التطورات السريعة في التكنولوجيا المعززة للأداء ثورة في هذه الصناعة، ومكنت العلماء والمدربين من الوقوف على أدق التفاصيل للعملية التدريبية من النواحي البدنية والفسيولوجية والذهنية، وكذلك التغييرات التي تطرأ على اللاعب أثناء المباريات التنافسية والمساعدة في تخطيط برامج الاستشفاء والتدريب المناسبة.
أصبحت التكنولوجيا المتقدمة أصغر حجمًا وأكثر مرونة وأدق تفصيلاً، ما يمهد الطريق لتطوير الأداء وخاصةً في كرة القدم وهذا ما نسميه “بالتدريب المحمول”، الآن يرتدي اللاعبون أجهزة استشعار نظام تحديد المواقع GPS، التي تنقل المعلومات في الوقت الفعلي إلى جهاز كمبيوتر لوحي للمدرب، الذي يحدد بدقة الحركة ومتطلبات اللعب.
وعلى المستوى المحلي تعاني النسبة العظمى من الأندية السعودية امتلاك مثل هذه التقنيات، ناهيك عن وجود المختبرات ومراكز تطوير الأداء، التي أصبح من الضرورة وجودها في منشآت الأندية. حيث تشير المعلومات المتوفرة حتى عام 2016 بأن 4% فقط من أندية الممتاز والأولى السعودية تستخدم نظام GPS المحمول، و34% من فرقها يستخدمون نظام قياس ضربات القلب، و17% يستخدمون تطبيقات الكمبيوتر لمراقبة الأحمال البدنية للاعبين.
هذا يؤكد الحاجة إلى وجود هذه التقنيات والوسائل الحديثة في الأندية المحلية، إضافةً إلى المختبرات والمعامل أو مراكز تقييم وتطوير الأداء، خاصةً مع التوجه إلى استحداث أكاديميات للتدريب في مناطق مختلفة من الوطن الغالي. وحتى يساعد ذلك في الانتقاء على أسس ومؤشرات علمية، التي بدورها تختصر الجهد والوقت والمال.
وفي الوقت نفسه نحتاج إلى دورات متخصصة لتأهيل العديد من المدربين الذين لديهم القابلية للعمل على هذه التجهيزات ويحملون التأهيل المهني والأكاديمي المناسب.