|


أحمد الحامد⁩
ما قبل النجاح
2020-09-18
الباحث في تجارب نفسه وتجارب غيره أيضاً يجد أن هناك دائماً عوامل تسبق النجاح أو الفشل، لا ينفع الفريق أي لاعب مهاري طالما أن لياقته ضعيفة، وقد نكون في يوم ما قد تشاركنا في لوم مدرب كرة أجلس أحد المهاريين على دكة الاحتياط طويلاً، معتقدين بأنه متحامل على اللاعب أو أنه لا يعرف كيف يضع التشكيلة المناسبة.
بينما كان المدرب يعرف تماماً أن اللاعب لا يستطيع اللعب بالصورة المطلوبة أكثر من نصف ساعة لضعف لياقته، اللياقة في العمل هي الاستعداد الكافي لتنفيذه من معرفة وتجارب وخبرات، بعض الكتاب المعروفين لا يرغبون في الحديث عن أول مؤلفاتهم أو أنهم يمرون عليه مروراً سريعاً مع كلمات مثل: تلك اندفاعات الشباب، وهو يقصد بذلك أنه لم يكن يمتلك لياقة الكتابة سواء في أفكاره أو في أسلوب كتابته، حتى بعض الخطاطين لا يعلقون لوحاتهم التي خطوها في بداياتهم في معارضهم لأنهم يرون فيها مع مرور الزمن واكتساب الخبرة الكثير من الأخطاء، خصوصاً أن الخطاطين يتفقون تقريباً أن أجمل اللوحات تخط بعد مرور 25 عاماً من التعلم واكتساب اللياقة، لذلك نشاهد معظم الفائزين بجوائز الخط تجاوزوا الأربعين من عمرهم إلا ما ندر، حتى أنا لا أفضل الاستماع لأولى الحلقات التي قدمتها في بداياتي لأنني أرى أخطائي في الإعداد وضعف أدائي بصورة واضحة، قبل أيام استمعت لإحدى أغاني الفنان راشد الماجد التي قدمها في ألبومه الأول في نهايات الثمانينيات الميلادية، لم أتحمل الاستماع للأغنية، لكن راشد اليوم بالنسبة لي فنان ساحر في أدائه ويؤدي الأغنية بصورة يقنع فيها المستمع بأنه يعني ما يقول، بل إنه يعيش فعلاً الحالة التي يغني عنها، تطلب ذلك الكثير من الوقت واللياقة.. الحياة الزوجية كذلك تحتاج إلى لياقة لكي تصل إلى مرحلة حسن التعامل بين الزوجين، إلى التدرب على امتصاص غضب الشريك، وإلى الوقت الكافي حتى تُفهم طباعه وطرق تفكيره واستنتاجاته، أظن أن الكثير من الزيجات التي انتهت بالفشل سريعاً كان لها أن تنجح لو أنها أخذت الوقت الكافي لكسب اللياقة الكافية للمضي نحو المستقبل، اللياقة بصورة أخرى هي أدوات النجاح التي لا بد من اكتسابها قبل انتظار النتائج الجيدة.