|


أحمد الحامد⁩
ماذا لو...؟
2020-09-19
هل نحن فعلاً أمام موجة جديدة من كورونا تبدأ مع بداية موسم الشتاء؟ رئيس الوزراء البريطاني صرح قبل يومين بأن لا مفر من موجة ثانية في بريطانيا.
وفي روسيا أعلن تسجيل أعلى معدل إصابات في يوم واحد خلال شهرين، وصل إلى 6 آلاف إصابة، ليذكرنا هذا الرقم بالأرقام اليومية التي كانت تعلن في بعض دول العالم عندما كانت الجائحة في ذروتها، أذكر كيف أنني امتعضت من أحد العلماء عندما صرح قبل عدة أشهر بأن كورونا باق لمدة أطول مما نعتقد، وأن التعايش معه هو أفضل طريقة لمقاومته، ولبقاء اقتصاد العالم على قيد الحياة، وإلى غاية الآن تبدو كلمات هذا العالم هي الأقرب إلى الواقع رغم كل الأمنيات بألا يكون اعتقاده صحيحاً، لو كان فعلاً هناك موجة ثانية فلا أظن أن العالم على استعداد لدفع نفس الثمن الاقتصادي الذي دفعه في المرة الأولى، ولن يغلق معظم أعماله كما فعل في المرة السابقة، قبل شهرين توقع صندوق النقد العالمي أن خسائر الاقتصاد العالمي في 2020ـ2021 بسبب الركود الاقتصادي ستبلغ 12.5 تريليون دولار، قد يسألني أحد القراء الأعزاء: ولماذا تكتب لنا كل هذا؟ هل تبحث عن ما يعكر صفو أيامنا التي تعافت قليلاً مما فرضه علينا كورونا؟ لا أبداً.. وتمنيت لو أنني أكتب لكم الآن عن فعالية الأدوية المضادة لكورونا التي وعدتنا بها جامعات العالم المرموقة ومراكز الأبحاث الطبية، قبل أيام قال طلال أبو غزالة المهتم بالشؤون الاقتصادية بأن العالم لن يتعافى إلا عندما يكتشف لقاحًا ينهي تأثير كورونا تماماً، لكنه في نفس الوقت قال إن عملية إيصاله إلى كل سكان الأرض في نفس التوقيت وهو أمر ضروري تبدو مهمة شاقة تأخذ الكثير من التنسيق والجهد والوقت، علينا أن ننظر إلى الأمر هذه المرة بطريقة مختلفة إذا ما كانت هناك موجة ثانية من كورونا ، فالمرة الأولى كنا غير مهيئين تماماً، كما أن قبول حقيقة أن العالم مصاب بجائحة كانت أمراً صعباً، الآن نحن على الأقل نعرف الكثير عن وسائل السلامة، كما أننا اعتدنا على بعض البدائل للوسائل التقليدية مثل التعليم والعمل عن بعد.. صحيح أن مثل هذه الأمور لا تعوض العيش في عالم صحي وسليم وفي بحبوحة مالية، إلا أننا يجب أن نكون على استعداد نفسي وعملي إذا ما تحققت توقعات بعض العلماء عن موجة ثانية للجائحة.