|


د.تركي العواد
الهلال قصة من الخيال
2020-09-20
خفقت قلوبنا بسرعة وشعرنا بقشعريرة ورعشة.. أحاسيس علينا جديدة.. فما يحدث للهلال لم نشاهد في حياتنا مثله. انتظرت المباراة وأنا أتمنى ألا تبدأ.. مستحيل أن يصمد الهلال.. سينهار بعد دقائق.. لن أشاهد المباراة وأجري على الله.
انطلقت المباراة لتكتب قصة جديدة للشجاعة والكبرياء.. لتُقزم هواة الأعذار والواء واء.. لمن يتعذرون بطرد وغياب وركلة جزاء.. لعب الهلال يا سادة رغم كل البلاء.. لعب دون فريق ولا بدلاء.
ظهر الاتحاد الآسيوي كدمية باردة بلا ملامح تُحرك بخيوط. لم يعد للخجل مكان فمخرج المسرحية يقف بكل شموخ يوزع الأدوار.. والنص ثابت لا يتغير.. ليس للإنسان قيمة ولا لكرة القدم قيمة فشعار الاتحاد “دبّر نفسك يا زعيم”.
يبقى الهلال واقفًا لا يسقط حتى لو رموه بكل ما تطاله اليد.. سيقاتل إلى آخر لحظة.. فالبطل لا يستسلم وهناك نبض ينبض. تريدون كسر الهلال ولكنكم دون قصد تدفعونه للخلود. جعلتم العالم ينتظر مباراة الهلال.. فشاهدوا فارسًا يحارب دون فرس ولا سلاح.. عاري الصدر مكبّل اليدين ومع ذلك لا يخسر.
المثير للسخرية أن إلغاء أي مباراة ليس بحاجة لقرار من اتحاد ولا لجان، بل إن القانون أعطى حكم المباراة الحق في اتخاذ ما يراه لأسباب إنسانية، فلو هبّت رياح قوية أو هطلت أمطار غزيرة أو غطّى الغبار سماء الملعب أو حجب الضباب الرؤية فلن يُلام الحكم إذا أوقف اللقاء. الفيفا أخذ خطوة أكثر تقدمًا من أجل مراعاة نفسية اللاعبين عندما أعطى الحكم صلاحية إلغاء المباراة للتصدي لأي تصرف عنصري.
لا أفهم إصرار اتحاد القارة الصفراء على إنهاء مباريات الغرب في عشرين يومًا، وكأن من يدير اللعبة في آسيا اتحادان منفصلان، فالأول رحيم يراعي سلامة البشر والحجر، حيث أجّل مباريات الفرق الصينية خوفًا من تفشي الفيروس ولم يستأنفها حتى اليوم. والثاني شرس لا قلب له يحاصر الهلال ويردد دون تردد “بتلعبون يعني بتلعبون”.
الاتحاد الآسيوي أجّل نهائي البطولة خوفًا من ظهور إصابات بكورونا، بالعقل إذا كنت تؤجل نهائيات وتلغي بطولات احترازيًا لحماية اللاعبين من الإصابة، فالأولى أن تؤجل مباراة إذا ثبتت إصابة.. يا اتحاد....